رمطان لعمامرة يسقط بالضربة القاضية التي وجهها إلى نفسه!

21 يوليو 2021
رمطان لعمامرة يسقط بالضربة القاضية التي وجهها إلى نفسه!

بقلم: محمد بوبكري

يتوهم جنرالات الجزائر أنهم بتعيين رمطان لعمامرة، وزيرا لخارجيتهم سيتمكنون من قلب موازين القوى الدولية لصالحهم. ومن الغريب أنهم لا يدركون أن وهمهم هذا لن يتحقق، لأنهم لا ينصتون إلى نبض التاريخ، ما يجعلهم عديمي الحس التاريخي، ويصبحون خارج التاريخ، كما أنهم لا يفهمون أن الواقع الدولي قد تغير، وأصبحت تتحكم فيه معادلات أخرى لا مكان لتفكيرهم ولا لأهدافهم فيها، حيث كان هذا الشخص يشتغل بمنطق صار متجاوزا، لأنه تعود على استعمال الغاز والبترول والدولار لشراء الذمم من أجل حصد الدعم والمساندة لمواقف جنرالاته؛ إنه لا يدرك أن العصر قد تغير، وأن منطق اشتغاله لم تعد له أي تأثير في العلاقات الدولية راهنا. لذلك، عندما حضر الندوة الأخيرة لدول عدم الانحياز، توهم أن مجرد حضوره سيقلب موازين القوى لصالح جنرالاته، فانخرط في تكرار الأسطوانة المفرومة لـ “تقرير المصير”، غير آبه بأن هذا الخطاب سيحدث ردة فعل تؤزم جنرالاته. هكذا، ورغم أن هذا الاجتماع مكرس لدراسة عواقب وباء “كورونا”، وقضايا أخرى، ولا يتضمن جدول أعماله “قضية الصحراء المغربية”، لأنها من اختصاص الأمم المتحدة، فإن “لعمامرة” تعمد إثارة هذه القضية في هذا الاجتماع، رغبة في استفزاز المغرب، وإعلان عودته عبر ممارسة فروسيته وبدويته، المعهودتين فيه، على المشاركين في هذه الندوة. لكن ردة فعل ممثل المغرب الأستاذ “عمر هلال” قد كانت قوية، وغير منتظرة، ما شكل صدمة لحكام الجزائر، لأنهم تأخروا ثلاثة أيام للرد على تدخل ممثل المغرب، الذي طرح قضية حق تقرير مصير “شعب القبايل”… والسؤال المطروح الآن: لماذا لم يرد “لعمامرة” فورا كما فعل ممثل المغرب أثناء انعقاد الندوة، الأمر الذي يدل على عجزه، لأنه لا يمتلك روح المبادرة، التي يتطلبها العمل الدبلوماسي الذي يقتضي من الدبلوماسي أن يضع في حسبانه كل ردود الفعل المحتملة على خطابه، وذلك لأن ” لعمامرة” منبطح للجنرالات، فصار منضبطا لهم، يطبق حرفيا التوجيهات التي يرسمونها له، ما أفقده القدرة على التفكير، فصار منعدم الذكاء، ما يفسر عدم امتلاكه لسرعة البديهة، حيث لم يستطع الرد فورا على الأستاذ “عمر هلال” ممثل المغرب.
لقد ظل المغرب يعامل حكام الجزائر معاملة قائمة على مبادئ الأخوة وحسن الجوار… لكن حكام الجزائر تجاوزوا كل الحدود، وخرقوا كل القيم… وكان على المغرب أن يعاملهم بالمثل. والسؤال المطروح اليوم هو: هل خلق المغرب مشكلة “القبايل” منعدم، أم هي قائمة أصلا منذ سنين طويلة؟وهل هناك فقط مشكلة “القبايل” أم أن لحكام الجزائر مشكلات عديدة مع مناطق جزائرية أخرى؟ ألم يطالب الشعب الجزائري بالاستقلال عن نظام العسكر؟ ألم يجهر الشعب الجزائري عبر شعارات حراكه السلمي بأنه يعيش تحت وطأة استعمار العسكر؟ ألا يدل هذا أن هذا على أن الشعب يشعر بأنه لم يحصل بعد على استقلال بلاده؟ ألا يعني هذا أن الجنرالات هم امتداد للاستعمار بصيغة أكثر بشاعة منه؟ ألا تفكر المناطق الجنوبية الجزائرية ومنطقة الشاوية ومناطق أخرى في المطالبة بالاستقلال عن نظام العسكر؟ ألا يعاني الشعب الجزائري من التجويع والتجهيل…؟ أليس طبيعيا أن تدفعه هذه المعاناة المكعبة إلى المطالبة بالاستقلال؟ ألم يتسبب الجنرالات في هذه المعاناة عن طريق نهب أموال الشعب الجزائري وتهريبها إلى الخارج؟ ألا يشتري حكام الجزائر 12 مليار دولار سنويا من السلاح الروسي، ولا يبالون بتلبية الحاجات الأساسية للشعب الجزائري؟ ألا ينفق الجنرالات أموالا طائلة على مليشيات “البوليساريو”، ما جعلهم يهملون المطالب الاجتماعية للشعب الجزائري، لأنهم عاجزون عن تلبيتها؟ ألا يرى الشعب الجزائري أن زعامات “مليشيات البوليساريو” تقيم إلى جانب حكام الجزائر في “مستوطنة نادي الصنوبر” ومستوطنات أخرى في ضواحي العاصمة؟ ألا يئن الشعب الجزائري تحت وطأة الفقر والجوع والعطش والأمراض…؟ لذلك، أليس حكام الجزائر هم السبب في مطالبة الشعب الجزائري بالاستقلال؟ ألا يعتبر حكام الجزائر أنهم هم الوطن ذاته؟ ولماذا هذا التماهي مع الوطن؟ ألا يعتقد حكام الجزائر أن من عارضهم هو معارض للوطن؟ وما هو مصدر هذه الشرعية التي يدعونها؟
إن ما لا يعترف به حكام الجزائر هو أن المغرب يحترم الجار، ما جعله لا يستعمل الأوراق الداخلية للجزائر ضد الجنرالات الذين يحقدون عليه، ويصرون على الاستمرار في الإساءة إليه. ومن المعلوم أن حكام الجزائر ومخابراتهم يعلمون جيدا أن المغرب لم يسبق له أن ربط الاتصال بـ “فرحات مهني” زعيم حركة “الماك”، بل إن هذا الأخير زار المغرب مرة واحدة، بدعوة من جمعية ثقافية مغربية بهدف المشاركة في ندوة ثقافية في مدينة “آكادير”. وقد مكث في المغرب أسبوعا واحدا، دون أي أن يتم أي اتصال به من أية جهة من الإدارة أو المخابرات المغربيتين، كما لم يثبت أن المغرب قد منح مليما واحدا لأية جهة معارضة للنظام الجزائري، لأنه كان دوما حريصا على قيمه التي تنهض على احترام الجيران وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، رغم أن جنرالات الجزائر كانوا دوما يتهمون المغرب بوقوفه وراء كل مشاكلهم الداخلية التي خلقوها لأنفسهم بسياستهم القمعية المناهضة للحريات وكافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشعب الجزائري. أضف إلى ذلك أن أهالي منطقة القبايل المجاهدة، لم يطالبوا بالانفصال في بداية الأمر، لكن الجنرالات هم الذين سلطوا عليهم القمع، وعملوا كل ما في وسعهم من أجل فصل هذه المنطقة عن الجزائر، حيث حرموها من حقوقها السياسية واللغوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية… أضف إلى ذلك أنهم فعلوا الشيء نفسه مع كافة المناطق الجزائرية. فضلا عن ذلك. إن الجنرالات هم من نهبوا أموال الشعب الجزائري، وانخرطوا في التسلح تلبية لرغباتهم التوسعية على حساب المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا وتشاد ودول الساحل… لذلك، فقد كلفهم التسلح وتمويل “مليشيات البوليساريو” وتنظيمات إرهابية أخرى ملايير خياليه، حالت دون تنمية البلاد، وتلبية الحاجات الأساسية للشعب الجزائري. وقد واجه الجنرالات كل الاحتجاجات السلمية لأهالي منطقة “القبايل” بالعنف، حيث سبق أن اعتقلوا وقتلوا مئات الشباب من أبناء هذه المنطقة، كما أن مخابراتهم قد قامت بالاغتصاب الجنسي لابن “القبايل” “وليد نقيش”، رغم أنه قاصر، ما جعل استعمار الجنرالات أبشع من الاستعمار الفرنسي، لأنه لم يسبق للمخابرات الاستعمارية أن قامت باغتصاب القاصرين والكبار كما تفعل اليوم مخابرات الجنرالات، التي وصفها الحراك بكونها “إرهابية”. ولقد سبق للجنرالات أن اعتقلوا “فرحات مهني” وعذبوه، واعتقلوا مؤخرا ابن الشهيد “العقيد عميروش”… زد على ذلك، فإن الجزائريين لم يسجلوا على الاستعمار الفرنسي أن سبق له أن أمر أعدادا هائلة من شرطته بالنزول دفعة واحدة إلى حي “باب الواد” بالجزائر العاصمة، أو إلى شوارع مدينة “وهران”… كما يفعل الجنرالات اليوم، ما جعل الشعب الجزائري يجهر بأن الجنرالات هم استعمار، ويعلن رفضه الخضوع لاستعمارهم، بل إنه يطالب برحيلهم من أجل التمكن من بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة…
تبعا لذلك، فإن جنرالات الجزائر هم من مارسوا فصل منطقة “القبايل”. ولدحض الاتهامات التي يوجهها الجنرالات إلى هذه المنطقة ذات التاريخ العريق، يكفي أن أستدل بأنه لما قام الجنرالات ومخابراتهم بمنع الحراك الشعبي في كل المدن والمناطق الجزائرية. فقد حج الشعب الجزائري إلى هذه المنطقة، التي احتضنت مسيراته المناهضة لنظام العسكر، حيث تجسدت الوحدة الوطنية الجزائرية ضد نظام العسكر في هذه المنطقة التي يرميها الجنرالات بالانفصال، ما يدل على أن الشعب الجزائري موحد ضد الجنرالات من أجل البناء الديمقراطي للجزائر، الأمر الذي يدل على أنهم أصبح عاملا أساسا في ضرب الوحدة الوطنية، الأمر الذي لم يفهمه الجنرالات، الذين يتمسكون بالاستمرار في تسلطهم على الشعب الجزائري ونهب خيراته… هكذا، فإن مشكلة الجزائر تكمن في نظام الجنرالات، الذي أجمع الشعب على رحيله…
ومادام الجنرالات يحتجزون قسرا جزءا من المغاربة الصحراويين في مخيمات “تيندوف”، باسم “تقرير المصير”، فإن هذا يتعارض مع هذا المبدأ، لأن المحتجزين يتعرضون للتعذيب كلما احتجوا على ظروفهم القاسية، حيث الجوع والعطش والبرد وانعدام التطبيب وكل شروط الحياة… لذلك، لو تم وضع هؤلاء المحتجزين أمام الاختيار بين البقاء في مخيمات “تيندوف” أو العودة إلى الصحراء المغربية، لاختاروا العودة إلى وطنهم الذي يتطلع بحرارة إلى معانقتهم واحتضانهم، لأنه يؤمن إيمانًا قاطعا بأنهم فلذات كبده. لذلك، فعلى المغرب أن يدعو إلى تنظيم استفتاء في مخيمات “تيندوف” لمنح المغاربة الصحراويين المحتجزين هناك إمكانية الاختيار بين البقاء هناك، أو العودة إلى أرض الوطن…
هكذا، فعلى حكام الجزائر أن يعلموا أن للمغرب أوراقا كثيرة يمكنه أن يستعملها ضدهم، لكنه لم يفعل ذلك، لأن قيمه تجعله ينأى بنفسه عن الانخراط في ذلك. وما دام جنرالات الجزائر لا يتركون أية فرصة تمر دون الإساءة إلى المغرب، فإنهم إذا استمروا على هذا النهج، فسيضطر المغرب لاستعمال الأوراق الكثيرة، التي يتوفر عليها ضد الجنرالات، علما أنه يحب الشعب الجزائري، لأنه شقيق للشعب المغربي، حيث إنهما شعب واحد حكمت عليهما الظروف أن يعيشا في بلدين منفصلين. لذلك، فإن المغرب لا يقبل إلحاق أدنى ضرر بالشعب الجزائري الشقيق… وإذا كان النظام الجزائري يروج أنه لا مشكل له مع المغرب، وأن المشكل قائم بينه وبين “البوليساريو”، فإن ما لا يعلمه هو أن العالم صار يدرك اليوم أن الجزائر هي التي فبركت “هذا الكائن الاصطناعي لاستعماله باسم مبدإ “تقرير المصير” لفصل المغرب عن صحرائه واحتلال الصحراء المغربية بعد ذلك من قبل الجنرالات ليكون لهم منفذ على المحيط الأطلسي، وبعد ذلك سيلجؤون إلى إبادة مغاربة الصحراء المغربية للاستيلاء على خيراتها، كما يفعلون مع خيرات الصحراء الجزائرية، التي بدأت تعرف حركة للمطالبة بالاستقلال عن الجزائر، ما يفيد أن هذا مشكل آخر قد ينفجر قريبا في وجه الجنرالات الذين لا يهمهم مستقبل الكيان الجزائري، حيث يفضلون عليه امتلاك أرصدة بنكية كبيرة واستثمارات في الخارج، ويعتقدون أن تلك الثروات هي التي ستشكل وطنا لهم ولأبنائهم مستقبلا، لأنهم يؤمنون بأنهم راحلون…
وجدير بالذكر أن تصري حالأستاذ “عمرهلال”، ممثل المغرب في الأمم المتحدة، في ندوة دول عدم الانحياز الأخيرة قد شكل صدمة كهربائية كادت تحطم أعصاب جنرالات الجزائر، فأصيبوا بهلع كبير، تحول إلى مس من الجنون. وإذا كان حكام الجزائر لا يترددون في المس بالوحدة الترابية المغربية، فعليهم أن يعلموا أن للصبر حدود، حيث إن المغرب لن يكون كاثوليكيا عندما يتعلق الأمر بالمس بوحدته الترابية. كما أن عليهم يدركوا أن ردود فعلهم على تصريح الأستاذ “عمر هلال” قد ساهمت في تدويل مشكلة “القبايل” بشكل غير مسبوق، حيث أصبح العالم كله يعي مآسي هذه المنطقة. لذلك، فإن “لعمامرة ” قد سقط قبل المواجهة، ما يفيد أنه قد صار ورقة مستهلكة لا تجدي نفعا. وليس مستبعدا أن يتم إعفاؤه مستقبلا.
وإذا كان جنرالات الجزائر قد طلبوا توضيحا من الخارجية المغربية. ونظرا لعدم توصلهم بأي رد، فإنهم قاموا باستدعاء سفيرهم في المغرب بهدف التشاور معه. لقد كان حريا بهؤلاء الجنرالات أن يتقدموا بتوضيحات حول تصريحات كل من “تبون”وشنقريحة” و”بوقدوم” المتكررة المستفزة لمشاعر الشعب المغربي، والتي لا تعير أي اهتمام للأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين. وليعلم حكام الجزائر أن حكمة المغرب وقيمه تنأى به عن الرد على تصريحاتهم، كما أنه لن يرد على طلب “وزارة لعمامرة”، لأنه لا يعتبر نفسه معنيا بردود فعل جنرالات الجزائر، لأنه يدرك جيدا أنه لا توجد أية علاقة حيوية بين المغرب وجنرالات الجزائر. لذلك، فليفعلوا ما شاءوا، إذ لن يخسر المغرب أي شيء، وهو مستعد لكل الاحتمالات.
ونظرا للجوء الجنرالات إلى ما سموه ب “ترسيم الحدود الوهمية مع مليشيات “البوليساريو”، فإن ذلك سيسقطها في ورطة إذا ما انطلق أي اعتداء على المغرب من الأراضي الجزائرية، حيث إن المغرب قادر على رد الهجوم بهجومات أقسى وأكثر فتكا.
تبعا لذلك، على الجنرالات أن يدركوا أنهم هم أصل كل المشاكل التي تعيشها الجزائر، وأن ممارساتهم مع الشعب الجزائري وجيرانهم تقودهم إلى الانتحار، كما أنهم يسيرون، في الآن نفسه، بالكيان الجزائري في الطريق إلى الانهيار؛ فهم الداء، ولن يكونوا أبدا الدواء. لقد عزلوا أنفسهم داخليا وخارجيا، ما جعلهم في موقف ضعف لا نظير له… وإذا كان بعض الإخوة الجزائريين يعتقدون أن كلمة الأستاذ “عمر هلال” قد قدمت ورقة يمكن للنظام الجزائري أن يوظفها لتقوية ذاته، فإنني لا أتفق مع كلام هؤلاء الإخوة، لأنه سبق لهم أن قالوا إن الشعب الجزائري صار يعي أن افتعال مشكلة الصحراء المغربية هو أصل مشاكله، ما جعله لا يثق في كلام الجنرالات، حيث جهر في الحراك بمناهضته لإغلاق الجنرالات للحدود مع المغرب.. لذلك، لا يمكن للنظام الجزائري أن يوظف دفاع المغرب عن وحدته الترابية لتقوية ذاته، لأن مشكلة الصحراء المغربية هي من اختلاق النظام، لا من اختلاق الشعب الجزائري.
ومادام النظام الجزائري معزولا داخليا وخارجيا، فيكفي أن يستمر ضغط الحراك عليه، ليشتد الصراع بين أجنحة الجنرالات، فيفتكون ببعضهم البعض، ما قد يعجل بانهياره ورحيله وإذا كان بيان وزارة خارجية الجنرالات يتهم المغرب بمساندته ل “حركة الماك” التي يرميها الجنرالات بكونها منظمة إرهابية، فيكفي أن يعلموا أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يرفضان هذه التهمة، بل إنهما ينددان بها. كما أن المستنيرين في العالم يرفضونها كذلك، حيث إن الإرهابي هو النظام الجزائري، الذي تعلم كل المخابرات العالمية أنه وقف وراء إنشاء منظمات إرهابية وتمويلها وتسليحها بهدف استعمالها لخدمة أطماعه التوسعية على حساب جيرانه. كما أن هذا النظام قد همش منطقة “القبايل”، وكل المناطق الجزائرية، لأنه سرق منها كل شيء، وسلط عليها قمعه، ما جعل الحراك الشعبي السلمي يطالب باستقلال الجزائر عن نظام العسكر. هكذا، فعلى حكام الجزائر أن يعوا أنهم خلقوا شروطا داخلية لانهيار الجزائر ونظامهم في الآن نفسه، حيث أصبحوا معزولين دوليا، ما يفيد أن المغرب لم يختلق مشكلة “القبايل” ومشاكل المناطق الأخرى، التي تفكر في المطالبة باستقلالها عن نظام العسكر. وعلى عكس ذلك، فإن عسكر الجزائر، هم من افتعلوا مشكلة الصحراء المغربية، حيث خلقوا مليشيات “البوليساريو”، ومولوها ودربوها وسلحوها، من أجل التوسع على حساب المغرب للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي. لكن ما لا يفهمه هؤلاء الجنرالات هو أن المغرب قد تغير وتطور. وإذا كان بومدين وورثته يعتقدون بأن مشكلة الصحراء ستحول دون تقدم المغرب، فعليهم أن يدركوا أن حكمة المغرب قد استطاعت قلب عوامل إضعافه إلى مصدر لقوته، ما أهله للانخراط في مسلسل تنموي سيجعل منه قوة إقليمية كبيرة، تتعاون مع كل من يحترمها، وترد بقوة على كل من يعتدي عليها. فالمغرب ماض في الطريق الذي رسمه لنفسه، ولا يبالي بعويل الحاقدين عليه.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق