الصحافة _ الرباط
ردّاً على تصريحات وزير الخارجية الجزائري، التي قال فيها إن المغرب رفض 10 مرشحين لتولي منصب مبعوث أممي إلى الصحراء، أكدّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة أنّ “المملكة المغربية أعطت موافقتها على تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء المغربية”.
وأكد بوريطة أن المغرب ليس ضد تعيين ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، موضحاً أن المملكة كانت قد صادقت على الاقتراح الأخير في هذا الشأن. وتساءل السيد بوريطة، في هذا الصدد، عن الطرف الذي يعرقل مسار التعيين.
في هذا السياق، قال عبد الفتاح الفاتحي مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، بأن المجتمع الدولي يفهم بأن الجزائر والبوليساريو “تسببا في وصول ملف الصحراء إلى النفق المسدود، بأن تخليا عن كامل الالتزمات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي سواء فيما يتعلق بأزمة الكركرات والتي حولها المغرب إلى انتصار تاريخي ولا سواء بعد التخلي عن اتفاق وقف إطلاق النار وإعلان حرب لم يترتب عنها أي هدف لصالح الخصوم”.
وتابع الفاتحي أنه وبعد تكريس فشل مناوراتهما في مجلس السلم والأمن الإفريقي وتعطيلهم لمسطرة تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء، “يستجديان التدخل الأممي لعقد مشاورات مباشرات، لاتزال الجزائر تتهرب من مسؤوليتها الرئيسية في النزاع، وهي بذلك تسارع قبل انعقاد جلسة مجلسة الأمن الدولي في 21 أبريل الجاري حول نزاع الصحراء إلى التنصل من مسؤوليتها التاريخية”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية أن الجزائر، “كانت تؤسس لمشروع يستهدف نقل ملف الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي بعدما تشكلت قناعة المجتمع الدولي في أن الحل يجب أن يكون حلا واقعيا ومستداما. وتعزز ذلك بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”، يسترسل المتحدق قائلا أن هذا الأمر “يجعل وزير الخارجية الجزائري يقيم جولات مكوكية من أجل ممارسة الضغط في اتجاه تعيين مبعوث شخصي للأمين العام إلى الصحراء على الرغم من أنها هي المسؤولة عن تعطيل تنفيذ مسطرة التعيين”.
وأوضح أنّ “الجزائر ضالعة في توقف مسار التسوية الأممية بعدما أخلت بالتزاماتها الدولية” مورداً أنّها وبعد أن أشارت إلى البوليساريو بعدم الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية، تتذرع اليوم بخطاب المظلومية وتستجدي عودة اللقاءات المباشرة لدى الأمم الممتحدة”.
ولفت المتحدث إلى أنّ الجزائر بعدما كان رئيسها يقول إنه غير مقتنع بأن الأمم المتحدة لم تعد آلية لحل نزاع الصحراء وتترجى حلا في مجلس السلم والأمن الأفريقي، “عادت لتتضرع إلى الأمم المتحدة بتدبير مفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو، في حين أن الحل مغربي جزائري”، يختم الفاتحي تصريحه.