الصٌَحافة _ وكالات
نزل مئات الآلاف من الجزائريين إلى الشارع في العاصمة ومدن أخرى، برغم الحر الشديد والحشد الأمني، وذلك لمواصلة الحراك الشعبي الذي دخل جمعته الـ21، من أجل التأكيد على التمسك بالمطالب ذاتها، خاصة فيما يتعلق بضرورة رحيل رموز النظام، وفتح الطريق أمام حل سياسي للأزمة التي تعيشها البلاد، ينتهي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار رئيس يمثل الإرادة الشعبية، ويشرع في ورشات إصلاح ما أفسده الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومن والاه، وما أفسده النظام بشكل عام منذ الاستقلال.
وجاءت المظاهرات هذه الجمعة بطعم الاحتفال، خاصة بعد أن نجح المنتخب الجزائري لكرة القدم في العبور من السويس المصرية إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا بعد تفوقه على فريق كوت ديفوار، كما أنها كانت فرصة للتأكيد على أن هذا الفوز لن ينسى الجزائريين حراكهم من أجل الحرية وبناء دولة ديمقراطية قوامها الحق والقانون.
ولوحظ منذ الساعات الأولى للصباح انتشار كبير لرجال الأمن على مستوى الساحات بالعاصمة، وخاصة بساحة البريد المركزي، ورغم أن أعداد المتظاهرين كانت متواضعة في البداية، إلا أنها تزايدت تدريجيا، بعد صلاة الجمعة، ورفع وردد المتظاهرون عدة شعارات، تطالب برحيل رموز نظام بوتفليقة، وأخرى تصر على ضرورة إعطاء الكلمة للشعب وفق المادتين السابعة والثامنة من الدستور، وهناك من رفع وردد شعار “دولة مدنية وليس عسكرية”، الذي كان قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح هاجمه بشدة في خطابه قبل يومين.
واستغرب الكثير من المتظاهرين أن مداخل الميترو بالقرب من ساحة البريد المركزي رشت بزيت السيارات المستعمل، لمنع المتظاهرين من الجلوس أو الوقوف عليها، وهو ما أثار استياء وسخرية الكثيرين منهم، الذين قالوا إنه إذا كانت السلطة تعتقد أنها ستنال من عزيمتهم باستعمال زيت السيارات فهي مخطئة، لأن الهبة الشعبية السلمية تهدف إلى تصحيح الأمور، ووضع البلاد على السكة الصحيحة من أجل إخراجها من الأزمة المتعددة الجوانب التي تتخبط فيها.