الصحافة _ الرباط
تواصل الدبلوماسية المغربية على نفس النبرة في مخاطبة الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملف الصحراء، لأجل استصدار موقف أكثر وضوحا على منوال الإدارة الأمريكية التي اعترفت بسيادة المملكة على كامل تراب صحرائها.
آخر التحركات الدبلوماسية، مصدرها سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، الذي قال يوم أمس الخميس، إنه يتعين على أوروبا إظهار التزام أقوى من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وقال عامر، خلال ندوة افتراضية نظمت من طرف المؤسسة البلجيكية “الائتلاف الملكي الفني والأدبي الغالي”، إن “الوقت قد حان لكي تنخرط أوروبا بشكل أكبر في حل هذا النزاع، وتلتزم بدعم مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي قدمه المغرب”.
وشدد الدبلوماسي المغربي على أن الاتحاد الأوروبي “لا يمكنه البقاء حبيس موقف الحياد السلبي”، مشيرا إلى أنه في مواجهة تحديات الأمن، والهجرة والمناخ، والتهديدات التي ترخي بظلالها على المنطقة، من مصلحة أوروبا أن يتجاوز المغرب العربي حالة الركود ويستعيد وحدته.
وسجل السفير أنه “بالنظر لقربها الجغرافي، التاريخي والثقافي، فإن أوروبا تتأثر على نحو مباشر بهذا الصراع”، مبرزا أن المزيد من الأصوات تعالت خلال الآونة الأخيرة في القارة العجوز، لمطالبة الاتحاد الأوروبي بانخراط أكبر غايته الدفع بتسوية هذا النزاع المفتعل.
وخلال هذه الندوة الافتراضية التي عقدت حول موضوع “اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية.. دلالات وحمولات”، تناول عامر القرار الأمريكي الذي يندرج – بحسبه – ضمن “منظور السلام ومنطق الحل”.
وأوضح السفير أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه جاء لتكسير وضعية الجمود وإطلاق دينامية إيجابية على الصعيد الدولي.
وبعد تذكيره بافتتاح مجموعة من الدول لقنصليات لها بالأقاليم الجنوبية، أبرز عامر الدعم المتنامي لمقترح الحكم الذاتي المغربي وللوحدة الترابية للمملكة، مشددا على ضرورة تعزيز هذه الدينامية ودعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، تحت سيادة المغرب، بهدف إخراج هذا الملف من حالة الركود.
كما سلط السفير الضوء على جهود المملكة الرامية إلى حل هذا النزاع المستمر منذ زهاء نصف قرن، والتزامها بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وشدد على أن المغرب لطالما عبر عن حسن نيته وفضل نهج “التفاوض والتسوية” من أجل التوصل إلى حل توافقي لهذا النزاع.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، أيضا، دينامية التنمية السوسيو-اقتصادية القوية التي انطلقت بالأقاليم الجنوبية، والتي مكنت هذه المنطقة من أن تصبح قطب إشعاع وازدهار في المغرب وإفريقيا.
وتحدث عن “الإقلاع الذي تشهده الصحراء المغربية، والذي يعد نتيجة الجهود الجبارة المبذولة من طرف المملكة بقيادة الملك محمد السادس والاستثمارات الضخمة، تعود بالنفع المباشر على الساكنة المحلية”.
كما تطرق السفير لتدخل القوات المسلحة الملكية من أجل استعادة والحفاظ على الأمن وحرية تنقل الأشخاص والممتلكات بالمنطقة العازلة الكركرات، مذكرا بأن المغرب، الذي جدد التأكيد على تمسكه بوقف إطلاق النار، نفذ هذه العملية بكيفية سلمية وفي ظل احترام الشرعية الدولية.