الصٌَحافة _ الرباط
أجرى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حوارا مع قناة “فرانس 24” بثته يوم الثلاثاء المنصرم، تحدث فيه عن حراك الريف وصفقة القرن وعلاقة حزبه بجماعة العدل والإحسان عن الحراك الجزائري المستمر منذ 22 فبراير الماضي.
وتطرق سعد الدين العثماني إلى قضية المعتقلين على خلفية حراك الريف، وقال إن “عفو جلالة الملك على معتقلي حراك الحسيمة، أو معتقلي جرادة وعلى عدد من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، هو سلوك سياسي مغربي يحاول أن يعالج مجموعة من الإشكالات”، وأضاف أن “المغرب ليس لديه مركب نقص لمعالجة هذه الإشكالات بالطرق القانونية”.
وعبر سعدالدين العثماني عن يقينه بأنه ستأتي “خطوات في المستقبل” للعفو عن باقي المعتقلين، الموزعين على عدد من السجون المغربية.
وتجنب رئيس الحكومة، في حواره مع القناة الفرنسية الرد عن سؤال حول احتمال تحالف حزبه مع جماعة العدل والإحسان في حال قبولها بالمشاركة السياسية، وقال “إننا ننطلق من الثوابت الوطنية التي هي أولها الدين الإسلامي المتسامح والمصلحة الوطنية العليا والوحدة الوطنية، والنظام الملكي والملكية الدستورية الديمقراطية والاجتماعية”.
وبدل الحديث عن علاقة حزبه بجماعة العدل والإحسان التي اتهمتها الحكومة التي يترأسها مؤخرا وبشكل صريح بتحريض طلبة كليات الطب والصيدلة على مقاطعة الدراسة، فضل الحديث عن تحالف حزبه مع حزب التقدم والاشتراكية اليساري، مضيفا أن “التعاون لمصلحة الوطن هو في مصلحة الجميع أي أننا مستعدون للتعاون مع الجميع انطلاقا من هذه الأرضية المبدئية”.
وتحدث سعد الدين العثماني في ذات الحوار عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي حضر المغرب مؤتمر الإعلان عن شقها الاقتصادي في البحرين خلال الشهر الماضي، وقال إن “وزارة الخارجية أصدرت بيانا أكدت فيه أن المغرب لازال متشبثا بالموقف الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه إلى حين إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن المغرب متشبث بحقوق المقدسيين والفلسطينيين والمسلمين جميعا في القدس الشريف “.
ولم يعلن بشكل صريح عن موقف المملكة من الخطة التي يجمع الفلسطينيون على رفضها، وقال “جلالة الملك يرعى هذا الملف شخصيا بصفته رئيس لجنة القدس ويقوم بجهود حثيثة”، مشيرا إلى أنه عندما قرر دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، راسله الملك شخصيا معلنا وقتها موقف المغرب ورفضه لهذه الخطوة.
وأثناء حديثه عن الجزائر، حاول العثماني الحفاظ على موقف الحياد الذي سبق للحكومة المغربية أن أعلنت عنه، وعبر عن متمنياته “للشعب الجزائري وللإخوة الجزائريين مستقبلا زاهرا”، مؤكدا أن بناء الاتحاد المغاربي غير ممكن “إلا بمشاركة جميع دول الاتحاد المغاربي، فنحن نصر على علاقات الحوار والتشارك والتعاون وعلاقات مغاربية رائدة”.