الصحافة _ الرباط
حكى الناشط الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، قصة معاناته في صلة الرحم مع والده وكيف تم انتزاعه من حضنه من طرف الجبهة الوهمية “البوليساريو” سنة 1979، وذلك في تدوينة مؤثرة نشرها بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.
وقال ولد سيدي مولود، إنه سعيا منها لخلق أجواء مناسبة للحل السياسي، وتخفيفا من معاناة الأسر الصحراوية المشتتة، أدرجت بعثة المينورسو بدءا من نهاية 1999برنامج تبادل زيارات بين الأسر الصحراوية في المغرب والمخيمات في إطار ما أسمته تدابير بناء الثقة.
وتابع، أنه بحكم أننا أبعدنا عن والدنا منذ 1979 عندما هاجمت “البوليساريو” مدينة السمارة، قدمت أنا وإخوتي طلبا لإدراجنا ضمن قوائم برنامج تبادل الزيارات، مضيفا أنه تم في سنة 2009، توقف البرنامج قبل أن تتاح لنا الفرصة لزيارة الوالد، “لذلك دخلنا في رحلة بحث شاقة عن جوازات سفر لعلنا نتمكن من زيارة والدنا قبل أن يفرق الموت بيننا، وليس منا وإلا سيموت. ولم نتحصل على الجوازات إلا بعد أزيد من سنة وبضعة أشهر وبشق الانفس”.
السؤال الذي لم يطرحه السائل، يردف ولد سيدي مولود، هو لماذا تكلفنا كل هذا العناء وكان يمكن أن نذهب مباشرة الى القنصلية المغربية بمدينة نواذيبو الموريتانية. والرحلة إليها لا تتعدى ثلاثة أيام من المخيمات، ونتقدم بطلب العودة الى أرض الوطن ولن يتعدى الرد على طلبنا ثلاثة أسابيع؟ فتجتمع أسرتنا من جديد. “لماذا فكرت أنا وإخوتي في زيارة والدنا الذي اختطفنا منه منذ عقود، ولم يخطر ببالنا أن نذهب بنية الاستقرار معه ولم شمل أسرتنا؟”.
والجواب لك أيها السائل، يقول ولد سيدي مولود، هو أني عُلمت في الجبهة كما علمت أنت بمنطق: “جنة فيها التركة ما عيني فيها” (جنة فيها الأطفال لا أريدها). فكنت أكره المغرب الذي فيه والدي كما عُلِّمتُ وتعلمت أنت حتى ولو كانت فيه الجنة. ولو كنت استطعت رؤية والدي خارج حدود المغرب لكنت ما زلت مقاتلا معكم. لكن الله منً علي بزيارة والدي في منزله، ورؤية المغرب عن قرب، لأكتشف انه ليس ذاك الغول الذي تصوره مناشير وتلفزة الجبهة، ويزكيه لنا أسراب “الحقوقيين” الذين يأتوننا من المغرب رغم أنهم لا يجدون في مخيماتنا حقوقيون مثلهم!!!.
وجواب سؤالك، يؤكد ولد سيدي مولود، هو أني لم أغادر المخيمات، بل حيل بيني وبينها حينما اعتقلتني الجبهة وأنا في طريق عودتي من زيارة والدي. قبل أن تنفيني وتبعدني عن أبنائي وأهلي لأن حقوق الانسان عندهم مجرد شعار وليس لهم عدل. او إن شئت فقل لأني تكلمت بما لم يقله التنظيم!!!!! والكلام في مخيمكم بغير ما أنزل تنظيم الجبهة كفر ورد، وإن شئت فجرب. وسنسمع خبرك يقينا، يضيف كاتب التدوينة.