الصحافة _ الرباط
شكل القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء الكاملة والتامة، مفاجئة لخصوم الوحدة الترابية الذين يتخوفون، من احتمال إقدام الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات جديدة، من شأنها أن تساهم في اعتراف أوروبي موحد بمغربية الصحراء.
وشهدت قضية الصحراء المغربية، سنة 2020، التي تشارف على نهايتها، نجاحات دبلوماسية كبيرة للمغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، على مستوى الأمم المتحدة، حيث جدد المجتمع الدولي دعمه الكامل لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي باعتباره حلا نهائيا للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وفي هذا الصدد، أكد جان ماري بوكيل، الوزير وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي السابق، اليوم الاثنين، أن اعتراف الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، من شأنه المساهمة في الخروج من وضعية النزاع الجامد والسير قدما في مسيرة السلام والتنمية.
وقال بوكيل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مثل هذا الاعتراف سيقوم على “مظاهر تنمية وفرص ستتيح زحزحة الخطوط الثابتة منذ زمن طويل، والخروج من وضعية الصراع الجامد، قصد المضي قدما مرة أخرى في مسيرة السلام والتنمية”.
وشدد في هذا الصدد، على أهمية أن “يتغلب الاتحاد الأوروبي على عدد من أوجه التردد”، معتبرا “أن الظروف متوفرة اليوم، وأن الموقف الدولي، بموجب القانون الدولي، يعد متينا”، من أجل “السير في هذا الاتجاه، لاسيما وأن “المساهمة في السلام بالمنطقة وفي التنمية لا تزال بحاجة إلى المزيد من التدعيم والتحسين”.
وبعد وصف الوزير الفرنسي السابق التطورات التي شهدتها الصحراء المغربية خلال السنوات الأخيرة بـ “اللافتة للغاية”، أكد أن القرار الأمريكي “مهم” ويشكل “منعطفا” على درب بلوغ الحل النهائي لهذا النزاع.
وأضاف “أعرف الصحراء المغربية، حيث عاينت حجم جهود التنمية وكذا الحوار التي بذلت بها خلال السنوات الأخيرة. أعتقد أنه عندما نرى الوضع الذي كانت عليه هذه المنطقة قبل بضعة عقود، يبدو أن الأمر رائع”.
وبخصوص موقف بلاده من التطورات الأخيرة على ضوء الاعتراف الأمريكي، اعتبر بوكيل أن “فرنسا تستطيع بالتأكيد، من حيث القدرة على الحوار التي يمتلكها مسيروها، وعلاقاتها مع جميع بلدان المنطقة، بما في ذلك مع الدول المعنية كثيرا بهذه القضية، أن تدفع في الاتجاه الصحيح”.
وتابع أن “فرنسا لديها القدرة على اغتنام هذا العنصر وهذا الوضع الجديد، حتى تقوم هي كذلك، بدفع مختلف الأطراف للسير في اتجاه تسوية ستمر حتما، عاجلا أم آجلا، والأفضل في القريب العاجل، من خلال الاعتراف بمقاربة الحكم الذاتي داخل المملكة”.
وحسب بوكيل، فإن فرنسا لديها هذا الوضع “الأصيل المتمثل في القدرة على التحدث إلى الجميع، والاضطلاع الكامل بدور الوسيط في احتمال الحصول على هذا الاعتراف الضروري في أسرع وقت ممكن”.
وقال الوزير السابق “بصفتي فرنسيا، أعتقد أنه يتعين علينا التصرف كصديق للملف وكميسر ذكي”، مشيرا إلى أنه “ينبغي إضفاء الاستدامة على هذه الخطوة النوعية، ويجب علينا جميعا، بما في ذلك الفرنسيون، الاتحاد الأوروبي وأصدقاء آخرون، الدفع في هذا الاتجاه”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أصدر مرسوما رئاسيا، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وكتجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.