الصحافة _ وكالات
في غمرة السباق الدولي لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، أعلن باحثون في جامعة إمبريال كوليدج لندن، البدء بأولى التجارب البشرية لتلقي جرعات لقاح محتمل تم تطويره.
ويشارك حوالي 300 متطوع في الدراسة، كجزء من تجربة يقودها البروفيسور روبين شاتوك وزملاؤه، وهي ثاني تجربة لقاح ضد الفيروس التاجي على البشر في المملكة المتحدة، بعد تجربة جامعة أكسفورد.
وبحسب الخبراء، فإن اللقاح الجديد يعتمد على نهج جديد، باستخدام خيوط اصطناعية من الشفرة الوراثية، تسمى RNA، والتي تحاكي الفيروس. بمجرد حقنه في العضلات، يضخم الحمض النووي الريبي الذاتي، يولد نسخاً منه، ويوجّه خلايا الجسم نفسها إلى نسخ بروتين موجود على السطح الخارجي للفيروس.
ونظراً لأنه يتم استخدام كمية صغيرة جداً من الشفرة الجينية في اللقاح، فإنّ القليل منه يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً للغاية. يقول الفريق الطبي إنّ “لتراً واحداً من مادته (الشفرة الجينية) الاصطناعية، كافية لإنتاج مليوني جرعة”.
كما تعني الطبيعة الفريدة للقاح، أنّه سيتم تحصين متطوّع واحد فقط في اليوم الأول، يليه ثلاثة آخرون كل 48 ساعة. بعد أسبوع أو نحو ذلك، سترتفع الأرقام ببطء، على عكس لقاح أكسفورد، الذي يستخدم جرعة واحدة.
ويقول البروفيسور روبين شاتوك، من قسم الأمراض المعدية في جامعة إمبريال كوليدج: “تسببت جائحة كوفيد-19 في إزهاق أرواح الآلاف، وكان لها تأثير كبير على الحياة اليومية، على المدى الطويل. يمكن أن يكون للقاح القابل للتطبيق، أثر جيد لحماية الأشخاص الأكثر ضعفاً، ما يسمح بتخفيف القيود، ومساعدة الناس على العودة إلى حياتهم الطبيعية”.
وبحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية، فإنّ العلماء في الجامعة قاموا بإعطاء جرعات منخفضة للمتطوعين، ثم قاموا بزيادتها تدريجياً، لتقييم أثر اللقاح.
وتشير الاختبارات التي أجريت على الحيوانات إلى أنّ اللقاح آمن، ويؤدّي إلى استجابة مناعية فعّالة.
وبحسب تقرير صادر عن جامعة إمبريال كوليدج لندن، سيبحث العلماء في الجزء الأول من الدراسة، عن تقييم السلامة والعثور على الجرعة المثلى للّقاح لنحو 15 مشاركاً سليماً، تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، في منشأة بغرب لندن.
وقالت الدكتورة كاترينا بولوك، كبيرة الباحثين في الدراسة، “من منظور علمي، التقنيات الجديدة تعني أنّنا تمكنا من الانتقال إلى لقاح محتمل بسرعة غير مسبوقة. لقد تمكّنا من إنتاج لقاح من الصفر، ونقله إلى التجارب البشرية في غضون بضعة أشهر فقط”.
وأضافت: “إذا نجح نهجنا، فإنّ اللقاح يوفّر حماية فعّالة ضدّ المرض، وهو قد يحدث ثورة، في كيفية استجابتنا لتفشي الأمراض في المستقبل”.