الصحافة _ الرباط
لفظ أشهر متربص بالموكب الملكي أنفاسه الأخيرة، بجناح تابع لمستشفى الشيخ زايد بالرباط، أخيرا، بسبب إصابته بفيروس كورونا، ليوارى الثرى بمقبرة سيدي مسعود بحي الرياض بالرباط، بعدما كان موضوع مراقبة من قبل أجهزة أمنية مختلفة، إثر اختراقه المواكب الرسمية مرات عديدة، رغم سجنه، ما أرق أجهزة البحث.
وكشفت جريدة “الصباح” ضمن عددها ليوم الإثنين 01 يونيو 2020، أن المتربص الشهير بـ “الحاج زامبيا” كان يعاني أمراضا مزمنة كداء السكري والقلب، وأثناء إصابته بالوباء زادت معاناته ليدخل إلى قسم المستعجلات، ويلفظ أنفاسه متأثرا بتداعيات الفيروس.
وكان الهالك يعتبر أخطر مطلوب للعدالة بسبب قوته في تشكيل شبكات التلاعب بالهبات الملكية، وتعقب الملك منذ عشر سنوات، وأطاح بضباط أمنيين بمديرية أمن القصور وبموظفين في قطاعات أخرى، كديوان وزير داخلية سابق، بعدما أغراهم بمبالغ مالية مهمة مقابل دس طلباته وسط الملتمسات الموجهة إلى جلالة الملك، وقضت في حقه العدالة أكثر من مرة بالحبس النافذ، قبل أن تفضح أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أثناء إيقافه الأخير تأسيسه شبكة جديدة من داخل السجن المحلي بالعرائش، وكان يتوصل بمعلومات حول تحركات الملك داخل التراب الوطني وهو بداخل زنزانته، ما دفع بضباط تابعين للفرقة الوطنية إلى اقتحام الجناح الذي كان يقبع فيه، وحصلوا على وثائق كان يدون بها أسماء المرشحين لنيل مأذونيات النقل “كريمات”، وكذا المحظوظين في أداء مناسك الحج والعمرة على حساب الرعاية الملكية، وكان يحصل على مواعيد الزيارات الملكية إلى مجموعة من المدن، وهو معتقل، كما تبين استعماله “فاكس” السجن في التواصل مع أعضاء شبكته النشيطة، التي كانت تستغل من هم في وضعية إعاقة، لتسلم نسخا من بطائق تعريفهم الوطنية، قصد دسها عن طريق التدليس وسط الطلبات الموجهة للملك.
وأودت جريدة “الصباح” أن من ضمن القضايا التي تورط فيها المتوفى أثناء زيارة ملكية للناظور، اتصاله بأحد شركائه خارج المؤسسة السجنية، طالبا منه تسلم طلبات استعطاف عبر “الفاكس”، مع نسخ من بطائق تعريف وطنية لأشخاص قاطنين بهذه المدينة، ليسلمها زعيم الشبكة بدوره إلى مفتش شرطة بأمن الموكب الملكي.
ولم يكن النزيل بسجن العرائش يعتقد أن الفرقة الوطنية ستحل بزنزانته للاستماع إليه، ففضح نفسه بنفسه، حينما حجز المحققون لديه ورقة صفراء تتضمن قائمة بأسماء الأشخاص الذين قدمت لصالحهم طلبات استعطاف لنيل رخص سيارات الأجرة بالناظور، تتضمن أرقام بطائق تعريفهم الوطنية وعناوينهم وأرقام هواتفهم، وتبين أن هذه الورقة كان الهدف منها ضبط الحساب بين زعيم الشبكة والنزيل لتحديد نصيب كل واحد منهما أثناء استفادة أصحاب الطلبات من مأذونيات نقل.
ولم يكتف “الحاج زامبيا” بالبحث عن المعوزين لتسليم طلباتهم فقط، فبعدما انتقل الملك إلى الحسيمة، ربط السجين الاتصال بشخص آخر بالمدينة، وطلب منه جمع طلبات لمن هم في وضعية إعاقة، وانتقاءهم بعناية كبيرة، قصد مدها إلى مفتش الشرطة بأمن الموكب الملكي لدسها وسط الطلبات الموجهة إلى الملك، فتسلم منهم الأخير 13 طلبا داخل منزل وضبطت لدى المتهم الرئيسي مجموعة من النسخ والطلبات المكتوب عليها بين قوسين “محمد الحسيمة”.
وحسب جريدة “الصباح” فقد ظل “الحاج زامبيا” ينتظر أخبارا سارة تبشره بالمصادقة على الطلبات التي تدخل فيها من داخل زنزانته، وفي الوقت الذي كان ينتظر توصله بمبالغ مالية من عائدات ترصده للموكب الملكي، حلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالسجن للتحقيق معه، ووضعت حدا لنشاطه.
وجنى الهالك ثروة هائلة بعدما ربط علاقات مع سائقين لسيارات الأجرة، وكان يكري لهم المأذونيات، كما كان يستعد لتشييد محطة وقود بمدخل العرائش، في مارس الماضي، تضم مطعما ومقهى وفضاء للعب الأطفال.