الصحافة _ رضا باهات
في الوقت الذي نجحت فيه المملكة المغربية في تقليص عدد وفيات فيروس كورونا المستجد، بعدما كان في بداية مرحلة الوباء يُسجل نسبة وفيات مرتفعة، وذلك إثر إعتماد عقار “كلوروكين” و”هيدروكسي” الذي يُصنع من طرف شركة “سانوفي” المتوفرة على فرع داخل المغرب، في علاج الفيروس، بعدما أشَّرت اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الوباء على الشروع في استعماله، وبموافقة شخصية للملك محمد السادس، خرجَ الحسين الوردي وزير الصحة الذي أعفي من مهامه بقرار ملكي إثر ارتكابه لاختلالات وخروقات جسيمة في مشروع “الحسيمة منارة المستوطي”، (خرج) ليُغرد خارج السرب، ويدلي بتصريحات تتضمن معطيات خطيرة يسعى منها تكسير الإجماع الوطني لمختلف مكونات الأمة المغربية في هذه الظرفية الوطنية العصيبة، ليضرب في العمق كل التدابير الاستباقية والصارمة للغاية التي اتخذها المغرب بقيادة الملك محمد السادس بهدف محاربة انتشار فيروس كورونا ( كوفيد-19).
وفي الوقت الذي أثبتت حزمة الإجراءات المتخذة لمحاصرة انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى نجاعة البروتوكول العلاجي الذي يعتمد على دواء الكلوروكين ومضادات أخرى للفيروسات، وهو البروتوكول الذي عجل بتراجع الوفيات وارتفاع حالات الشفاء بالمملكة، خرج الحسين الوردي وزير الصحة المعفى من مهامه بقرار من الملك محمد السادس بسبب تقصيره في أداء مهامه الحكومية، ليتحدث بلسان بعض “مافيات الأدوية” والجهات التي لا ترقها الإنجازات العظيمة التي حققتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس في تدبير أزمة “كوفيد 19″، حيث اعتبر أن دواء “الكلوروكين” لم يثبت نجاعته في علاج مرضى كورونا بالمغرب.
وزاد الحسين الوردي الذي فضل التحدث بلسان “مافيات الأدوية” ومن يدور في فلكهم بْلا حيا بلا حشمة قائلاً: أن “كلوروكين” أو غيره من الأدوية لم ثبت بعد نجاعتها، والدليل حسبه هو “أن الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا لم تعد تستخدمه في علاج مرضى كورونا”. متناسياً الإرتفاع المهول في حالات شفاء المصابين بفيروس كورونا المستجد في المغرب والذي فاق الألف حالة شفاء.
وأبى “مسخوط الملك” إلا أن يستهزئ بكافة الإجراءات والتدابير الوقائية والعلاجية التي أقرتها المملكة المغربية بتعليمات من الملك محمد السادس، حيث تسائل مستهزئاً: “هل نحن لوحدنا من نفهم في هذا الدواء؟”، معلنا عدم ثقته في المؤسسات الوطنية، وعدم إعتزازه وافتخاره بسياسة المغرب الدوائية التي انتهجها منذ مدة طويلة التي لها الفضل الكبير في تمكنه من توفير الدواء الذي يستعمله اليوم كبروتوكول لعلاج فيروس “كورونا”.
وتناسى الحسين الوردي الذي فضل خدمة أجندات أصحاب “المال والأعمال” من أباطرة الأدوية في المغرب، أن التدابير الاستباقية لمواجهة كورونا لعبت دوراً مهماً على مستوى تراجع عدد الوفيات وارتفاع حالات الشفاء، وأن “قرار استعمال دواء “كلوروكين” ودواء “هيدروكسي كلوروكين” وعدد من المضادات للفيروسات ساهم بشكل كبير في تقليص عدد الوفيات بالمملكة، علماً أن التشخيص المبكر كان أساسياً في محاصرة رقعة وفيات كورونا.
كما تناسى أن قرار تعميم علاج الكلوروكين على كل حالة محتملة إصابتها بفيروس كورونا المستجد تظهر عليها الأعراض، دون انتظار النتائج المختبرية، هو قرار سيادي للدولة المغربية، وساهم في الحد من انتشار المرض، خصوصا في البؤر العائلية.
ويشار إلى أن الحسين الوردي سبق وأن طاله قرار إعفاء ملكي من مهامه كوزير للصحة، حيث قال بلاغ للديوان الملكي: “بناء على مختلف التقارير المرفوعة للنظر المولوي السديد، من طرف المفتشية العامة للإدارة الترابية والمفتشية العامة للمالية، والمجلس الأعلى للحسابات، وبعد تحديد المسؤوليات، بشكل واضح ودقيق، يأخذ بعين الاعتبار درجة التقصير في القيام بالمسؤولية، قرر جلالة الملك.. اتخاذ مجموعة من التدابير والعقوبات، في حق عدد من الوزراء والمسؤولين السامين”.
وأضاف “وفي هذا الإطار، وتطبيقا لأحكام الفصل 47 من الدستور، ولاسيما الفقرة الثالثة منه، وبعد استشارة رئيس الحكومة، قرر جلالة الملك إعفاء عدد من المسؤولين الوزاريين”.