الصحافة _ وكالات
في حين شهدت بريطانيا تراجعاً في أعداد الوفيات لليوم الثاني على التوالي، إذ سجلت 449 وفاة في المستشفيات البريطانية، أمس الإثنين، قالت الحكومة إنها تخشي من حدوث موجة تفش ثانية لفيروس كورونا، وذلك في حال أقدمت مبكراً على تخفيف إجراءاتها التي تشبه الإغلاق التام، وسط دعوات متزايدة للحكومة بنشر استراتيجية للخروج من الإغلاق.
وذكر متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تصريحات للصحافيين أن «مصدر القلق الكبير هو حدوث موجة تفش ثانية، وهو ما سيلحق في نهاية المطاف أكبر ضرر بالصحة والاقتصاد».
وأضاف المتحدث قائلا: «في حال أقدمنا على إنهاء إجراءات الإغلاق في وقت مبكر جدا، فإن الفيروس قد يبدأ بالانتشار مرة أخرى بشكل متزايد». وتابع قائلا إن الحكومة تسعى إلى تلبية توقعات الجمهور بأنها «يجب أن تفعل كل ما في وسعها لوقف انتشار الفيروس وحماية الأرواح».
ويتهم العديد من خبراء الصحة والسياسيين المعارضين ومعلقي وسائل الإعلام، الحكومة بالتعامل ببطء مع الأزمة، منتقدين معدل الفحوصات المنخفض للمواطنين، وعدم توافر أسرّة العناية المركزة والمراوح وأجهزة الحماية بالعدد الكافي.
وفي معرض ردها على مقال يحمل انتقادات شديدة نشرته صحيفة «ذا صنداي تايمز» الأحد، قالت الحكومة البريطانية إنها «تعمل ليل نهار لمكافحة الفيروس، وتقديم استراتيجية شاملة لحماية «أعضاء هيئة الصحة الوطنية» وإنقاذ الأرواح».
وفي سياق آخر، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، أمس الإثنين، أن وباء كوفيد-19 يفاقم «الانقسامات» العالمية والخصومة الصينية الأمريكية ويُضعف في نهاية المطاف التعددية الدولية».
وقال في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نُشرت الإثنين: «أخشى أن يصبح عالم ما بعد (الوباء) مشابهاً كثيراً لعالم ما قبله، لكن أسوأ». وأضاف: «يبدو لي أننا نشهد تفاقما في الانقسامات التي تقوّض النظام العالمي منذ سنوات. الوباء يمثّل استمرارية للصراع بين القوى من خلال وسائل أخرى».
وتابع: «إنه التشكيك القديم عينه بتعددية الأطراف»، إذ أن الولايات المتحدة سبق وأن علقت تمويلها للعديد من المنظمات الدولية في ظلّ رئاسة ترامب.
وتابع لودريان: «هذا الصراع (بين القوى) هو تنظيم علاقات القوة الذي كنا نشهده قبل (الأزمة الصحية) مع تفاقم الخصومة الصينية الأمريكية». وندد لودريان بـ «توسيع المنافسة الدولية، وحتى المواجهة، في كل القطاعات» بما في ذلك «ميدان المعلومات»، حيث تتنافس القوى العظمى للمقارنة بين نماذجها في إدارة أزمة كوفيد-19.
وقال إن «انغلاق» الولايات المتحدة التي «يبدو أنها مترددة في أداء دور القائد على المستوى الدولي» يعقّد كل «خطوة مشتركة» بشأن التحديات العالمية الكبيرة ويشجّع تطلعات الصين إلى السلطة. وأكد أنه «نتيجة ذلك تشعر الصين أنها قادرة على القول يوماً ما أنا القوة والقيادة».
وشدد على أنه في لعبة القوى، أوروبا لديها مكانها و«عليها أن تجد مصير قيادة» بدلاً من «أن تطرح أسئلة على نفسها» كما تفعل في الأزمة الصحية الراهنة. ورأى أنه ينبغي على الصين أن «تحترم» الاتحاد الأوروبي «وهذه ليست الحال دائما». وقال «أحياناً بكين تلعب على الانقسامات في الاتحاد الأوروبي».
وأكدت منظمة الصحة العالمية الإثنين أنها «لم تخف شيئا عن الولايات المتحدة» فيما يتعلق بوباء كوفيد-19، إذ صرح مدير المنظمة تيدروس ادانوم غيبريسوس للصحافيين: «لم يتم إخفاء شيء عن الولايات المتحدة منذ اليوم الأول»، وذلك بعدما علقت واشنطن تمويل المنظمة، متهمة اياها بمحاباة الصين وإدارة الأزمة بشكل سيىء.
في المقابل، كشف تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» من خلال تحليل البيانات الاقتصادية والوثائق الحكومية الداخلية، أن وزارة التجارة قد حثت الشركات المصنعة على شحن ما يقارب من 18 مليون دولار من معدات الحماية إلى الصين في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير. ومقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ارتفعت صادرات الأقنعة ومواد الحماية الأخرى بنسبة 1000 ٪، حيث قفزت من 1.4 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، ارتفعت صادرات أجهزة التنفس بأرقام ثلاثية، حسبما وجدت الصحيفة.
وقال مسؤول كبير في وزارة التجارة الأمريكية لمجلة «نيوزويك» إن القيادة العليا كانت على علم بالقضية وإنها تقوم حالياً بالتحقيق في الأمر. وأضاف المسؤول أن الخدمة أغلقت في 4 مارس/آذار من قبل القيادة العليا في إدارة التجارة الدولية بعد وقت قصير من توزيع المنشور.
مالك شركة فيرجن يطلب مساعدة مالية حكومية
قال رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، أمس الاثنين، إن شركة فيرجن للطيران بحاجة لمساعدة مالية حكومية لتنجو من التداعيات القاسية لفيروس كورونا على قطاع الطيران. وتعهد برانسون «ببذل كل ما يستطيع» من أجل استمرار عمل شركة فيرجن اتلانتك للطيران.
وكتب في خطاب لطاقم عمل الشركة: «ولكن كلنا في حاجة لمساعدة حكومية لتحقيق ذلك في ظل الغموض الحاد المحيط بالسفر اليوم وعدم معرفة إلى متى سوف تستمر القيود على تحليق الطائرات». وأضاف: «المساعدة سوف تكون على هيئة قرض تجاري، والشركة سوف ترد القرض» مشيراً إلى أن شركة إيزي جيت للطيران منخفض التكاليف حصلت على قرض بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني.
وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» قد ذكرت الجمعة الماضية أن الحكومة طالبت شركة فيرجن اتلانتك بإعادة تقديم طلب للحصول على حزمة إنقاذ بقيمة 500 مليون جنيه استرليني، بعدما شعرت أن الشركة لم تظهر أنها درست الخيارات الأخرى للحصول على أموال إضافية.
350 وفاة و5000 مصاب في صفوف الجالية المغربية في أوروبا وأمريكا جراء كورونا
توفي ما يقارب 350 مغربيا مقيمين في الخارج جراء فيروس كورونا، بينما التقديرات تشير الى ما يفوق الخمسة آلاف إصابة، أي ما يفوق عدد الإصابات التي سجلت في المغرب.
ولم تقدم وزارة الخارجية المغربية معطيات دقيقة حتى الآن، في حين أكدت سفارة بلجيكا وفاة 97 مغربياً، وقد يكون العدد تجاوز المئة. ولم تكشف سفارة فرنسا عن عدد الوفيات، لكن التقديرات الأولية تشير الى أكثر من مئة بحكم وجود شريحة كبيرة من المسنين المغاربة من الجيل الأول الذين يقيمون هناك، كما أن عشرات المغاربة المقيمين في فرنسا نعوا أفرادا من عائلاتهم بسبب الفيروس.