بقلم: لحسن العسبي*
في الأدبيات الصحفية عبر العالم، يقال إن الخبر ليس أن الكلب عض فلان، بل إن الخبر هو أن فلان عض الكلب. (وبعيدا عن بعض الكلاب ذات الحظوظ هذه الأيام ببلادنا)، فإن ما يثير المرء فعلا في قصة علاقة المغاربة مع الظاهرة الجديدة لفيروس كورونا (الذي سبقته ظواهر فيروسات سابقة، مثل سارس، أنفلوانزا الخنازير وغيرها، وستليه في السنوات القادمة أجيال أخرى من الفيروسات)، هو شكل التعامل العمومي المغربي الذي يصر على أن يسجل اختلافه عن العالمين.
الحدث ليلة الاثنين 2 مارس 2020، في مدينة الدار البيضاء، ليس الإعلان عن تسجيل أول حالة مؤكدة للإصابة بالفيروس الصيني العابر للقارات، بل إن الحدث هو تقاطر عشرات من المواطنين المغاربة على مستشفى مولاي يوسف، حيث جناح مجهز للعزل الطبي، ليس للكشف أو السؤال عن طرق الإحتياط، بل لمحاولة مشاهدة (التفرج) الحالة المصابة، في ما يشبه “وهم” اكتشاف كيف يكون شكل “المصاب بالكورونا”.
إننا أمام حالة مغربية خالصة، لا نظائر لها عبر العالم، من منطلق أن الناس مفروض أنها تهرب من “الفيروس”، أما قومنا فهم عكس كل الناس يذهبون إليه.
حلل وناقش.
* لحسن العسبي: صحافي مغربي.