بقلم: عبد الغني الموساوي
ما الذي يحاول مرشح الحزب الديمقراطي التسويق له بحديثه عن القضية الفلسطينية و الفلسطينيين بعد أن تآكل ملفها و كساه غبار النسيان و طاله التهميش فوق رفوف هيئة الغنم ، هيئة تدَّعي حِفظ السلام بالعالم و تحمل صولجان العدل بإحترافية .. أي سبب جعل من القضية الفلسطينية و شأن الفلسطينيين يعتلي المنابر الأمريكية أو ليست أمريكا بحزبيها من كانت بالأمس تدعم إسرائيل و تتخذ منها إبنة لها ..تدللها بجثث أطفال فلسطين لتلعب بهم أو تقتلع لأجلها بساتين من أشجار الزيتون لتزينها بقلوب الفلسطينيين بعد نهاية أيلول العبري و بداية تشرين دموي ،إحتفالا برأس السنة العبري … لماذا غدت فلسطين الورقة الرابحة اليوم بيد كل من يحاول بلوغ كرسي أو إعتلاء مناصب عليا ، و المهزلة الكبرى أن تكون قضية المسلمين و العرب تناقش و يستعطف بها بمنابر أمريكية و يُسَوَق بها لأجل إنتخاب مغتصب آخر ليواصل جلد الفلسطينيين و الأمة العربية ..ليواصل المسيرة مسيرة إستعمار و ظلم و إذلال للمسلمين و العرب ،منذ سقوط الدولة العثمانية .
في آخر خطاب له قال السيناتور بيرني ساندرز مرشح الرئاسة الأمريكية لهذا العام في حديثه عن الوضع بفلسطين متهجما على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو واصفا إياه بالعنصري ، منددا في خطابه بضرورة تأييد الشعب الفلسطيني داعيا الحكومة الأمريكية إلى الإبتعاد عن الإنحياز المطلق لإسرائيل ، وفتح بعض أبواب الحوار لفلسطين …
خطاب مثير يخفي الكثير من الحيثيات خلف سطوره أمريكا بكل أحزابها جمهوري أو ديموقراطي ، كلهم رغم تلوناتهم و خطاباتهم المشبعة بالإنسانية و العدل و الحرية .. كلهم خدام للبنت المدللة ، مهما فعلوا و مهما إختلفوا سيلتقون في نقطة واحدة تسمى إسرائيل إنها لمهزلة كبرى أن لا يكفي ما يحصل من مجازر في فلسطين و ما يستغل و يستنزف من ثروات بها كل يوم أن يُستثمر أيضا بالقضية الفلسطينية بهذه الطريقة البشعة المخزية .. كأن يطلب القاضي مثلا من الجلاد أن يتمهل في جلد أبرياءٍ حكم عليهم و أدخلهم غياهب السجن ظلما و بهتانا ، و كل ذلك لكسب ثقة البعض و استعطاف الأغبياء منهم و جر بعض الحمير إلى إسطبلاته العفنة .. هكذا يفعل مرشحوا الحزب الديمقراطي في حملاتهم ضد الرئيس الأمريكي ترامب ، لكسب الرهان بتركيزهم على ضرب النقاط الحساسة في علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي و دعمه الكبير له ..
أخيرا هناك من يهتم لفلسطين ، أخيرا هناك من يحاول محاسبة المحتل الغاشم ، أخيرا هناك من يصرخ و ينادي ، حتى وإن كان نداءا غير صادق .. و لكن الفضيحة تبقى فضيحة.. فالمنادي اليوم أمريكي و ليس عربي مثلما خيل إلينا إنه لعار على عرب خانوا القضية و باعو شرفهم و كرامتهم بسوق صهيونية .. أين أنت …أين نحن العرب من كل هذا ، ألم يكفنا ما يحدث بفلسطين من إعتداءات، من إجرام في حق إخواننا بالضفة المحتلة أم أن ما يحدث هناك من مجازر في حق البراءة يروقنا .. يبقى صمت العرب صمتا طويلا يكاد يكون أبديا . و تضل معه القضية الفلسطينية مجرد ورقة جوكر رابحة بطاولات و مجالس أمريكا .. مجرد فطيرة لذيذة تهدي منها أمريكا كل سنة جزءا لإبنتها المدللة بعيد ميلادها و تقدم لها الكثير من الدمى الفلسطينية كهدية ، خلف تصفيقات و هتافات تطبيعية من عرب إنسلخوا عن عروبتهم منذ زمن ..و باعو القضية.