بقلم: جمال اسطيفي
أصبحت البرمجة تتصدر اجتماعات المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ذلك أن الاجتماعات الأخيرة لم تخل من تداول لهذه النقطة، وحديث عن ضرورة الالتزام بالمعايير..
في الواقع، لقد أصبح الأمر ضربا من العبث، ودليلا على العشوائية والتخبط والارتجال، والتنصل من المسؤوليات الذي صار ديدنا للقائمين على هذا المشهد الرديء..
ويزداد العبث أكثر عندما نقرأ بلاغ المكتب المديري للجامعة الذي جاء فيه أنه من الآن فصاعدا سيتم التطبيق الحرفي لمعايير البرمجة..
إن كلام العقلاء منزه عن العبث، وإن الذي نتابعه بخصوص هذه النقطة أشبه بالضحك على الذقون..
لقد كان واضحا منذ انطلاق الموسم الكروي أن مشاكل عديدة ستؤثر على البرمجة، بسبب العديد من القرارات السيئة للجامعة، وأبرزها الانطلاقة المتأخرة للبطولة، ثم القرار الأرعن المتعلق بمنتخب المحليين، والذي ساهم في توقيف البطولة أكثر من مرة لأن المدرب الحسين عموتة قرر إقامة معسكرات طويلة، علاوة على أن الجامعة لم تحدد لهذا المنتخب فئة عمرية، حتى تضيق مساحة الاختيار، وتكون الفائدة أكبر، خصوصا أن الجامعة تقع في التناقض، فهي تريد من هذا المنتخب أن يكون جسر عبور لبعض اللاعبين، لكن أعمار لاعبي هذا المنتخب تفوق في المجمل أعمار لاعبي المنتخب الأول، زد على ذلك أن بعض الأندية المغربية اختارت أن تشارك قاريا وعربيا، الأمر الذي راكم المباريات المؤجلة..
وبدل أن تتحلى الجامعة بالجرأة وتلزم هذه الأندية بلعب مبارياتها في البطولة قبل ثلاثة أيام على موعد مبارياتها القارية أو العربية، وخصوصا عندما تكون هي المستضيفة، فإنها فوتت العديد من المواعيد، وجعلت المباريات تتراكم لنصبح أمام فوضى عارمة، لا أول لها ولا آخر، وهكذا فزيادة على تراكم المؤجلات، فإن الأندية التي تلعب على الواجهة المحلية فقط، وجدت نفسها في غرفة انتظار كبيرة، إذ ضيعت إيقاع المباريات..
لقد حذرنا قبل انطلاقة الموسم من مأزق البرمجة، وطالبنا الجامعة بقرارات صارمة لتجنب الفوضى والارتجالية وجبر الخواطر.
وبدل أن تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، ويتم تجنب ما وقع، فإن الجامعة اختارت الحل السهل وهو أن تتباكى مع المتباكين، وان تهدد وتلوح، وان تتحدث كثيرا وتعمل قليلا، وها نحن اليوم أمام جعجعة بلا طحين، وأمام منتوج كروي برغم ما توفر له من حضور جماهيري ومن صدى متميز خصوصا بعد الديربي العربي بين الرجاء والوداد، إلا أن الجامعة عاجزة عن ضبط برمجته وعن تحديد مواعيد لها، فكيف يمكن غدا أن تخطب القنوات التلفزيونية ود هذا المنتوج بينما البرمجة في مهب الريح، والجامعة غير قادرة على أن تلعب في عشر جولات ولو جولة واحدة غير منقوصة، مع ما يرافق ذلك من تغيير في المواعيد في آخر لحظة، بشكل لا يحدث حتى في دوريات كرة القدم الرمضانية.
#جمال_اسطيفي: صحفي بجريدة المساء.