الصحافة _ وكالات
أثارت مشاركة المواطن ذي الجذور المغربية، ألكسندر بنعلا، الحارس الشخصي السابق للرئيس الفرنسي في منتدى «ميدايز» الفكري بمدينة طنجة سجالا كبيرا ما بين مستحسن لهذه المشاركة ومستهجن لها، سيما بالنظر لارتباط اسمه بتعنيف أحد المتظاهرين خلال إحدى الاحتجاجات في العاصمة الفرنسية.
وشوهد بنعلا السبت الماضي وهو يلقي محاضرة في المنتدى الدولي الذي يشرف عليه نجل وزير الخارجية المغربي الأسبق الطيب الفاسي الفهري.
وقالت صحيفة «اليوم24» الإلكترونية إن هذه المحاضرة شدت انتباه الحاضرين، موضحة أنها أول مشاركة فكرية لبنعلا الذي غادر السجون الفرنسية، منذ أشهر، قبل أن يؤسس شركة «متخصصة في الأمن والذكاء الاقتصادي»، ويختار مدينة مراكش مقرا لها.
وكان الحارس الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أثار جدلا واسعا في فرنسا والعالم أجمع، بعد أن أظهرت التحقيقات أنه هو من ظهر في مقطع فيديو، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يبرح متظاهرا ضربا دون وجه حق.
وبعد فتح تحقيق من قبل مكتب المدعي العام في باريس في حق ألكسندر بنعلا، جرى توجيه ثلاث تهم ثقيلة للمعني بالأمر، وتتعلق أساسا بخيانة الثقة، واستخدام وثيقة قانونية مهنية بدون حق، وممارسة نشاط وخدمة مخصصة لكبار المسؤولين الحكوميين.
وعلى خلفية هذه المتابعة، كانت السلطات القضائية الفرنسية قد قررت وضع المعني قيد الحبس الاحتياطي، بسبب عدم امتثاله لتدابير المراقبة القضائية المفروضة عليه، فيما يتعلق بالتحقيق في أحداث العنف، التي وقعت في الأول من أيار/ مايو 2018.
أما صحيفة «برلمان» الإلكترونية التابعة لأحد المقربين من جناح في الأجهزة العليا فشنّت هجوما قويا على المحاضر والجهة التي استضافته، إذ كتبت أن ألكسندر بنعلا الذي جاء إلى طنجة كي يتمتع بمقام سام يكلف المنظمين أموالا باهظة، لم يسبق له ان كتب كلمة واحدة حول الفكر والاستراتيجية الدولية او السياسة العالمية، لأن الرجل ببساطة، ومنذ كان سنه 14 سنة، وهو يحلم بتوظيف عضلاته لا عقله في الدفاع عن نفسه أو عن الآخرين.
وأوضحت أن الاسم الحقيقي للمعني بالأمر هو مروان بنعلا وليس ألكسندر، وأن أمه غيرت اسمه خوفا من بطش والده الذي كان يلاحقه حسب ادعائه، مضيفة أنه أخذ الكلمة يوم السبت الماضي خلال “ميدايز” الذي كان ضيف شرفه الرئيس السنغالي ماكي صال.
وأفادت الصحيفة نفسها أن بنعلا وجّه اهتماماته التعليمية إلى كل ما يتعلق بالحراسة الأمنية، ولم ينجح في ولوج أجهزة الأمن والدرك بفرنسا، ولكنه نجح في الوصول إلى حركة «إلى الأمام» سنة 2017، ليسهر على توفير الحراسة الأمنية لأنشطتها، وبالتالي الحراسة الشخصية للمرشح الرئاسي حينها إيمانويل ماكرون.
ولاحظت أن بنعلا لم ينجح في الاحتفاظ بمنصبه داخل قصر «الإليزيه»، بل عرف بالمجازفة، حين تدخل بعنف أثناء مسيرات عيد العمال، فتناقلت تلفزيونات العالم صوره، وهو يرتدي لباسا مدنيا، ويهاجم متظاهرا، ويشبعه رفسا وضربا. فعوقب إثر ذلك، أولا بالتوقيف عن العمل، قبل أن يطرد من قصر «الإليزيه»، ويجرد من وظيفته. وهو الآن موضوع متابعة بتهمة انتحال صفة رجل شرطة.
وحسب المصدر ذاته، فقد رفض بنعلا في البداية المثول أمام لجنة برلمانية للتحقيق معه، قبل ان يقبل ذلك، وتتم إحالة ملفه على قاضي التحقيق، فيخرج بتصريحات مثيرة للجدل يتهم فيها الرئيس الفرنسي ماكرون بإعطائه أوامر ممارسة العنف ضد المتظاهرين ويدعو إلى التحقق من ذلك من خلال المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس معه، مما اضطر الرئاسة للخروج ببلاغ تصف فيه الحارس الشخصي السابق بالكذاب.
ومباشرة بعد طرده من محيط الرئيس الفرنسي، حل بنعلا بمراكش، وأسس شركة أصبحت حاليا موضوع متابعات قضائية داخل المغرب.