الصحافة _ لمياء أكني
كشف مصدر جد موثوق لجريدة “الصحافة” الإلكترونية أن جمال توفيق مدير مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، المعفى من مهامه، إثر قرار إعفاء وقعه وزير الصحة خالد آيت الطالب ووافق عليه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، نظمَ بعد زوال اليوم الجمعة 15 نونبر الجاري، حفل وداع فاخر بإحدى أرقى فنادق العاصمة الرباط، حضره رؤساء الاقسام والمصالح وموظفي المديرية، وغاب عنه وزير الصحة والكاتب العام للقطاع الحكومي.
وحسب نفس المصدر، فإن جمال توفيق مازال لم يستسغ قرار الإعفاء الذي طاله إثر ما كشف عنه تقرير أسود أعدته المفتشية العامة لوزارة الإقتصاد والمالية وتحديث الإدارة حول فترة توليه مدير مديرية الأدوية والصيدلة الذي عينه فيه “تلميذه النجيب” الوزير السابق أناس الدكالي، وهو التقرير الذي رصد عدداً من الخروقات والاختلالات الإدارية والأفعال الإجرامية التي بطلها جمال توفيق، حيث أنه حاول خلال “حفل الوداع” الفاخر تبييض فترة تدبيره للمديرية، وبسط أمام رؤساء الاقسام والمصالح وموظفي المديرية، ما اعتبرها “إنجازات وإنتصارات” حققها لفائدة المغاربة في مجال الأدوية.
واستغرب معظم مسؤولي وموظفي مديرية الأدوية والصيدلة لمظاهر الإسراف والتبذير في “حفل الوداع” الذي نظمه مدير المديرية المعفى من مهامه بإحدى أفهن وأرقى الوحدات الفندقية بحي الرياض بالعاصمة الرباط، وهو الحفل الذي حضر فيه ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات والمشروبات بمختلف أنواعها. متسائلين عن غياب أي وزير الصحة خالد آيت الطالب أو الكاتب العام للقطاع، وعن الأسباب الكامنة وراء عدم تنظيم “حفل الوداع” في إحدى قاعات الإجتماعات بالمديرية أو بوزارة الصحة عوض فندق فاخر يُجهل من دفع فاتورته، هل هو الموظف المسؤول جمال توفيق، أم إحدى شركات “مافيا الأدوية.
هذا، ووافق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، على قرار إعفاء جمال توفيق مدير مديرية الأدوية والصيدلة من منصبه الذي سبق وأن شغله خلال الفترة ما بين 1996 و2001، وترك قناعة لدى البعض بأنه “ارتكب اختلالات وتجاوزات” خلال السنوات الست التي قضاها في منصبه، والتي جعلت عودته “غير مبررة”، حيث كان الوزير الراحل التهامي الخياري قد أمر بإقالة جمال توفيق من مهامه على خلفية اختلالات مالية وتدبيرية، وهو الماضي الذي حرك الوزير الحالي خالد آيت الطيب الذي للتوقيع على قرار إعفاء الصديق الأول لأناس الدكالي من منصب مدير مديرية الأدوية والصيدلة، بعد أن عزل الوزير الجديد رشيد الصديق من من مصنصب مدير مديرية الموارد البشرية، وهو الصديق الثاني الحميم لأناس الدكالي.
ويبدو أن وزير الصحة خالد آيت الطالب يتجه نحو تجفيف منابع الإختلالات والخروقات، ووضع حد لمافيا خطيرة تنشط في وزارة الصحة، خاصة وأن سياسة الأدوية ما فتأت تتخبط في وسط فاسد يعج بالتوافقات والتجاوزات القانونية لم تستطع أي سلطة اجثتاته من منبعه.