الصحافة _ وكالات
خلفت الانتخابات التشريعية التي جرت في إسبانيا الأحد، نتائج تزيد من صعوبة تشكيل الحكومة، ويبقى الفائز الأكبر هو حزب «فوكس» المنتمي إلى اليمين القومي المتطرف، حيث جعل من مواجهة الهجرة وخاصة المغربية برنامجه الرئيسي. وقد فاز في مدينة سبتة المحتلة بالمقعد الوحيد، ما قد يشوش على العلاقات بين الرباط ومدريد.
وكانت هذه الانتخابات الرابعة خلال الأربع سنوات الأخيرة نتيجة سقوط الحكومة بحجب الثقة أو صعوبة تشكيل الحكومة بعد انتخابات نيسان/ أبريل الماضي.
وفازت أحزاب اليسار في مواجهة اليمين، واحتل الحزب الاشتراكي المركز الأول بـ 120 مقعداً، يليه الحزب الشعبي المحافظ بـ 88 مقعداً، ثم المفاجأة الكبيرة «فوكس» المنتمي إلى اليمين المتطرف بـ 52 مقعداً، وفي المركز الثالث بوديموس اليساري بـ 35 مقعداً. وسيضطر المحتل للمركز الأول «الحزب الاشتراكي» التنسيق مع حزب بوديموس والأحزاب القومية في كتالونيا وبلد الباسك من أجل تشكيل الحكومة المقبلة.
ولا يتم التركيز على صعوبات تشكيل الحكومة، بل النتيجة الكبيرة التي حققها حزب فوكس القومي المتطرف في الانتخابات، ففي أول مشاركة له خلال أبريل / نيسان الماضي حصل على 24 مقعداً، وبعد تكرار الانتخابات الأحد الماضي، حقق 52 مقعداً، وهو تقدم لافت للنظر، ما يدل على التطرف الذي يترسخ في المجتمع الإسباني.
وهناك قلق حقيقي وسط المهاجرين، وخاصة الأغلبية المغربية، تجاه هذا الفوز الكبير لـ«فوكس»، فقد حقق الحزب بزعامة سانتياغو أباسكال نتائج كبيرة في المحافظات التي تشهد هجرة إسلامية، وأساساً مغربية مثل الأندلس ومورسيا ومدريد. وكان هذا الحزب طيلة الحملة الانتخابية قد جعل من المهاجرين هدفه الرئيسي في تكرار لسيناريو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المهاجرين المكسيكيين. ويعكس المغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من القلق من هذه التطورات التي تشهدها إسبانيا، وبدأت الدعوة إلى الوحدة والتكتل.
وبعدما تجاوز حاجز 50 مقعداً، أصبح بإمكان «فوكس» الاعتراض دستورياً على مختلف المبادرات التي تتقدم بها الحكومة، وبدون شك سيستهدف معظم المبادرات الخاصة بالمهاجرين. وهنا يأتي تخوف الجمعيات العاملة في مجال الهجرة. ويتفاقم القلق وسط الجالية المغربية لأنها المستهدفة أساساً من «فوكس».
وانتزع «فوكس» المقعد الوحيد المخصص لمدينة سبتة المحتلة في البرلمان الإسباني، وذلك من خلال خطاب عنيف ضد المغرب على خلفية الهجرة وإسبانية المدينة. ومن شأن فوزه في سبتة إحداث انقسام وسط هذه المدينة التي يقطنها مسيحيون ومسلمون، إذ يرفع «فوكس» شعارات مسيحية متطرفة من حروب الاسترداد التي تعود إلى القرون الماضية. ويسبب هذا الفوز قلقاً حقيقياً للرباط التي تشاهد كيف تحولت سبتة إلى مركز للتطرف القومي الإسباني.