الصحافة _ أكرم التاج
وصلت واقعة عنصرية شركة “ستيام” تجاه مواطنين أفارقة جنوب الصحراء، قبة البرلمان، حيث وجهت النائبة عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، رسالة إلى رئيس مجلس النواب بتاريخ 7 نونبر2019، تتعلق بطلب تناول الكلمة للتحدث في موضوع عام وطارئ، في نهاية الجلسة العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية التي تنعقد بعد تاريخ هذا الطلب حول “تداعيات منع بيع تذاكر السفر عبر الحافلات للأفارقة غير الحاملين لتصريح الإقامة بالمغرب”.
ويأتي طلب حزب التقدم والاشتراكية بعد توجيه سؤال كتابي إلى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بتاريخ 31 أكتوبر 2019، أشارت في مضمونه إلى أن “بعض المنابر الإعلامية الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أخبارا مفادها تلقي شركات النقل الطرقي بواسطة الحافلات التي تنطلق من جنوب المملكة تعليمات بالامتناع عن بيع تذاكر السفر لبعض الأشخاص الأجانب، إلا بعد إدلائهم ببطاقة إقامتهم بالمغرب، أو تصريح بذلك، مضيفة أن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب لا تفهم مصوغاته ومبررات إصداره”.
وقالت عائشة لبلق في سؤالها الكتابي، إن هذا القرار يعتبر في نظر المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، إذا ما صحت الأخبار التي تحدثت عنه، قرارا مبنيا على الميز العنصري، ولا يمت بصلة لدستور المملكة الذي ينص في ديباجته على التزام المملكة “بحظر ومكافحة أي تمييز ضد أي شخص بسبب الجنس أو اللون أو المعتقدات أو الثقافة أو الأصل الاجتماعي أو الإقليمي أو اللغة أو الإعاقة أو أي ظرف شخصي”.
وأوضحت في سؤالها الكتابي قولها: “الغريب في هذا القرار أيضا، وفق ما بلغنا من معلومات، هو أنه يهم فقط إخواننا الأفارقة الذين قادتهم ظروفهم إلى الاستقرار ببلدنا، وهو أمر يناقض تماما سياسة الهجرة التي رسم معالمها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تنهجها بلادنا منذ سنوات”، مسائلة في السياق ذاته، الوزير الوصي على القطاع، عن مدى صحة الأخبار التي تناقلتها الصحافة بشأن هذا القرار، ومبررات إصداره، والتدابير الاستعجالية التي سيتخذها من أجل إلغائه.
واستفسرت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والإشتراكية، “عن الدواعي والخلفيات التي كانت وراء اتخاذ هذا القرار المستفز لمشاعرنا كمغاربة، متشبثين بالبعد الكوني لثقافتنا الوطنية، ومؤمنين بقيم الانفتاح والتعاون بين الشعوب، ونسعى من أجل ترسيخ صورة بلدنا كأرض للسلام والمحبة والإخاء وحسن الضيافة”.