الصحافة _ كندا
في مؤشر جديد على تصاعد مكانته العسكرية قارياً ودولياً، حلّ المغرب ضمن أقوى ثلاث دول إفريقية من حيث عدد الدبابات القتالية، بـ903 دبابة، بينها 542 دبابة جاهزة ميدانياً، وفق ما كشفه تقرير حديث لموقع “غلوبال فاير باور” المتخصص في تقييم القدرات العسكرية حول العالم.
وجاء المغرب في المرتبة الثالثة إفريقيا خلف الجزائر بـ1485 دبابة، ومصر المتصدرة بـ3620 دبابة، بينما احتل المركز 18 عالمياً من حيث إجمالي قوة أسطول الدبابات، في قائمة ضمّت 146 دولة.
وعلى صعيد الميزانية الدفاعية، خصصت المملكة ما مجموعه 135 مليار درهم (13 مليار دولار) خلال سنة 2025 لتعزيز قدراتها العسكرية، ما يعكس التزاماً استراتيجياً واضحاً بالمضي قُدماً في تحديث الجيش وتعزيز جاهزيته.
سباق التسلح مع الجزائر…
وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن المغرب والجزائر معاً يشكلان 90% من إجمالي الإنفاق العسكري في شمال إفريقيا، في سياق وصفه الخبراء بـ”السباق المحموم نحو التسلح”، والمستمر منذ أزيد من عقد.
ويرى الخبير الأمني محمد شقير أن حجم الإنفاق الهائل يعكس تحوُّلًا في العقيدة الدفاعية للبلدين، حيث لم يعد الأمر مقتصراً على تحديث الترسانة التقليدية، بل تجاوزه إلى التنافس على امتلاك العتاد المتطور ورفع الجاهزية القتالية، في محيط إقليمي معقّد.
تحديات الكلفة ومخاطر الاستنزاف
ورغم ما تحقق من إنجازات، حذّر تقرير صادر عن مؤسسة الحكامة العالمية والسيادة، بشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور، من كلفة هذا السباق التسلحي على المدى الطويل، مبرزاً أن التصعيد الإقليمي قد يفرض على المغرب ضغوطاً مالية كبيرة قد تقوّض جهوده التنموية إن لم يُراع التوازن.
ودعت الوثيقة إلى نهج نوعي في التسلّح، من خلال الاستثمار في أنظمة دفاع متعددة الوظائف بدل اللهاث وراء الكم، مع التركيز على بناء صناعة دفاعية وطنية حقيقية، تُقلص التبعية وتُعزّز السيادة الصناعية.
نحو صناعة دفاعية مغربية؟
ورغم الشراكات المتعددة التي عقدها المغرب مع فرنسا، تركيا، وإسرائيل، فإن التقرير نبّه إلى أن البلاد لا تزال تواجه تحديات بنيوية في مجال التصنيع العسكري، خاصة في ما يتعلق بإنتاج مكونات دقيقة كمدافع Caesar أو أنظمة باتريوت، ما يستدعي، بحسب التوصيات، إطلاق برامج وطنية لتكوين المهندسين، وإنشاء مراكز أبحاث وتطوير عسكرية، ترسّخ استقلالية المغرب في مجال الردع والدفاع.
بهذا التقدّم العسكري، يبرهن المغرب على رؤيته الاستراتيجية لتعزيز أمنه القومي وموقعه في معادلة الردع الإقليمي، في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية والجيوسياسية تعقيداً على تخوم شمال إفريقيا والساحل والصحراء.