الصحافة _ وكالات
في مثل هذا اليوم من سنة 1963، قرر المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع كوبا، وذلك إثر إقدام فيديل كاسترو على إرسال شحنة من الأسلحة، ومئات المقاتلين إلى الجزائر، لمساعدتها في حرب الرمال ضد المملكة، لكن رغم القطيعة الدبلوماسية ظل المغرب يستورد السكر الكوبي.
في شهر أكتوبر من سنة 1963، اندلعت أول مواجهة عسكرية بين الجيش المغربي والجيش الجزائري أطلق عليها اسم “حرب الرمال”، وانتهت الحرب فعليا في 5 نونبر بعد وساطة قادتها الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.
الدعم الكوبي
تلقت الجزائر خلال الحرب دعما عسكريا من كوبا حيث أرسل قائد الثورة الكوبية فيديل كاسترو، مئات المسلحين وشحنة من الأسلحة.
وتحدث كاسترو في كتابه “حياتي” (سيرة ذاتية)، عن الدعم العسكري الذي قدمه للجزائر وقال “كانت المساعدات العسكرية قد عبرت المحيط دون أن تطلب المساعدات من أي شخص، ولا حتى أولئك الذين قدموا لنا الأسلحة” في إشارة إلى حليفه الأكبر الاتحاد السوفيتي.
كما تحدث أحمد بن بلة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، (من 15 أكتوبر 1963 إلى 19 يونيو 1965) عن المساعدات الكوبية لبلاده في حرب الرمال، وقال في حوار أجراه سنة 1996 نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية “حين وقعت احداث تندوف مع المغرب اتصل وزير خارجيتنا بسفير كوبا في الجزائر وأطلعه على الوضع فنقل السفير الصورة الى كاسترو. نحن لم نطلب شيئاً. بعد أيام أُبلغنا ان باخرة السكر التي كان كاسترو عرض ارسالها قد وصلت وإذا بها تحتوي تحت السكر على نحو 50 دبابة و800 عسكري. وكانت الدبابات تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء، وللمرة الأولى يخرج مثل هذه الاجهزة من الأراضي السوفياتية. وعملنا على رسو الباخرة في مكان بعيد عن العاصمة”.
وأضاف بن بلة “لم تكن لدينا دبابة واحدة في تلك الايام. في اي حال حين وصلت القوة الكوبية كانت الاشتباكات توقفت، ولهذا لم يشارك الجنود الكوبيون في القتال. وأرفق وصول السفينة برسالة غير رسمية من راوول كاسترو تؤكد تضامن الثورة الكوبية مع الثورة الجزائرية. ووفقاً للعادة اعتبرت انه لا يجوز اعادة السفينة فارغة. سألت السفير الكوبي فقال لا نريد شيئاً. وعندما كررت السؤال قال ان كاسترو يحب النبيذ الجزائري وتعجبه الخيول لديكم وهكذا ملأنا الباخرة بالنبيذ والزيتون وبعض الخيول. وعلى مدى ستة اشهر كان المركب يذهب ويجيء يحمل الينا السكر ونرسل فيه الزيت والنبيذ”.
وفي الوقت الذي لم يتلق المغرب آنذاك أي مساعدة مباشرة من حلفائه التقليديين أي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن كوبا الدولة الوحيدة التي قدمت مساعدات عسكرية للجزائر، فقد قدمت كل من مصر والاتحاد السوفيتي دعما سياسيا وعسكريا لبن بلة.
وانتهت حرب الرمال رسميا بعد وساطة قادتها منظمة الوحدة الإفريقية والجامعة العربية، حيث توصل البلدان لاتفاق لوقف إطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مدينة باماكو عاصمة مالي.
قطع العلاقات مع كوبا
وردا على الدعم الكوبي للجزائر، قرر المغرب في 31 أكتوبر من سنة 1963، قطع علاقاته الدبلوماسية مع نظام كاسترو، لكن العلاقات الاقتصادية ظلت مستمرة بين البلدين، إذ كان المغرب قد وقع اتفاقا مع كوبا قبل بداية حرب الرمال ينص على تزويد المغرب بمليون طن من السكر.
وعلى الرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية على الرباط، إلا أن الاتفاق ظل ساري المفعول، وكان سعر السكر الكوبي المصدر إلى المغرب أٌقل من سعره في السوق العالمي آنذاك.