2025.. عام الحسم الدبلوماسي وترسيخ المغرب كقوة إقليمية صاعدة

31 ديسمبر 2025
Célébration de la journée nationale de la diplomatie marocaine

الصحافة _ كندا

تودّع المملكة المغربية سنة 2025 وهي ترسّخ موقعها في سجل الدبلوماسية الدولية كإحدى أكثر الدول حضورا وفعالية، بعدما شكّلت هذه السنة محطة مفصلية في مسار تكريس السيادة الوطنية، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية، وتعزيز القوة الناعمة للمغرب كفاعل إقليمي وقاري وازن. لم تكن 2025 امتدادا عاديا لما سبقها، بل جسّدت مرحلة نضج سياسي ودبلوماسي قائم على رؤية ملكية واضحة المعالم، تجمع بين الطموح والبراغماتية وحسن تدبير التحولات الدولية.

وتصدّر ملف الصحراء المغربية واجهة الإنجازات، مع استمرار الزخم الدولي الداعم للسيادة الوطنية ولمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذي المصداقية. فقد تعززت خلال السنة المنصرمة قائمة الدول المؤيدة للموقف المغربي، بالتوازي مع توالي افتتاح القنصليات في الأقاليم الجنوبية، ما عمّق عزلة الأطروحة الانفصالية داخل المنتظم الدولي، ودفع الملف إلى مرحلة متقدمة من الحسم داخل أروقة الأمم المتحدة.

وفي انسجام مع عقيدة تنويع الشراكات الاستراتيجية، بعيدا عن منطق المحاور، شكّلت اتفاقية الصيد البحري الموقعة مع روسيا خلال أكتوبر 2025 منعطفا سياسيا واقتصاديا لافتا. فالاتفاق، الذي يشمل المياه الجنوبية للمملكة، حمل دلالات سيادية قوية، وكرّس احترام موسكو للوحدة الترابية للمغرب، كما أكد قدرة الرباط على نسج علاقات متوازنة تخدم مصالحها العليا في سياق دولي معقّد.

وعلى المستوى الإفريقي، واصل المغرب تنزيل المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، حيث انتقلت هذه الرؤية من مستوى التصور إلى مرحلة المشاريع المهيكلة، معززة موقع المملكة كقاطرة للتنمية والاستقرار الإقليمي، وكشريك موثوق يحمل قضايا القارة إلى الساحات الدولية.

ولم تقتصر حصيلة 2025 على السياسة والدبلوماسية التقليدية، بل امتدت إلى مجالات المستقبل، حيث سجّل المغرب تقدما لافتا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، محققا قفزة نوعية عززت صورته كوجهة للابتكار وجذب الاستثمارات التكنولوجية، ما دعم حضوره كقوة ناعمة صاعدة في محيطه الإقليمي والدولي.

هكذا تُسدل الستارة على سنة 2025 والمغرب يقف على أرضية صلبة، بجبهة داخلية متماسكة، وشرعية دولية متنامية في قضيته الوطنية الأولى، وشبكة شراكات تمتد عبر القارات. حصيلة تؤكد أن المملكة لم تعد مجرد فاعل متفاعل مع الأحداث، بل صارت صانعة لها، تدخل بثقة استحقاقات 2026، وفي مقدمتها رهانات التحول الرقمي والاستعدادات الكبرى لمونديال 2030.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق