الصٌَحافة _ الرباط
أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مونية بوستة، يوم الأربعاء المنصرم، بنيروبي، أن المغرب منخرط بعزم في تعزيز مقاربة التعاون الشاملة والمتماسكة على المستوى القاري، في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب.
وشددت بوستة، في مداخلة لها خلال أشغال المؤتمر الإقليمي الإفريقي رفيع المستوى حول الارهاب، أن هذه المقاربة تستند أيضا إلى قاعدة من المبادئ والقيم، منها الاندماج والتضامن القاري والإقليمي باعتبارهما عنصرين أساسيين فيه، والمسؤولية الجماعية والمشتركة للدول الإفريقية كشرط أساسي لتحقيق الاستقرار والتنمية المتناغمة للقارة.
وأضافت أن المغرب يحرص على تقاسم التجربة العملية التي تم تطويرها ضمن الاستراتيجيته الوطنية لمكافحة الإرهاب في إطار دولة الحق والقانون، بالإضافة إلى مقاربته للتنمية السوسيو-اقتصادية والبشرية، لاسيما في قطاعات التعليم والسياحة والفلاحة والصيد البحري والبيئة والصحة ونقل التكنولوجيا وتعزيز التراث الثقافي الإفريقي.
وأشارت، في هذا السياق، إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي نجح، منذ إنشائه في عام 2015 ، في تكوين 1391 إماما إفريقيا، مضيفة أنه من بين 1002 طالب أجنبي مسجل في سلك التكوين الأساسي بالمعهد برسم سنة 2018-2019 يوجد 937 من الطلبة الأفارقة.
وذكرت بوستة بأن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أحدثت في عام 2015 ، من أجل المساهمة في الحفاظ على قيم التسامح الحقيقي للإسلام في إفريقيا من خلال شبكة العلماء الأفارقة، مضيفة أن انخراط المغرب في هذا التعاون يتجلى أيضا من خلال الإجراءات والبرامج التي أنشأتها الأمم المتحدة وباقي الهيآت متعددة الأطراف .
وتابعت بوستة أن المغرب، وبصفته رئيسا مشتركا للمؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب، حرص دوما على وضع إفريقيا في صلب الأنشطة ومبادرات المؤتمر.
من جهة أخرى، أكدت كاتبة الدولة أن إفريقيا تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى عمل مشترك، فوري وحازم، لتحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن وإنعاش التنمية الاقتصادية، بما يتيح لها أن تصبح فضاء للازدهار والاستقرار.
وقالت بوستة “إننا نعتقد أنه لا يوجد بديل عن التعاون القاري والإقليمي وشبه الاقليمي للقضاء على التهديد الإرهابي”، مؤكدة أن المملكة تستثمر في تقوية القدرات الإفريقية من أجل تعزيز التعاون جنوب-جنوب ، سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال التعاون الثلاثي مع الأمم المتحدة عبر مشاريع مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأكدت أن المغرب يشعر “بقلق عميق ” إزاء التطور “المنذر والمتنامي” للإرهاب في إفريقيا، القارة التي تفاقم فيها الوضع بسبب عدة عوامل مزعزعة للاستقرار، من قبيل انتشار واستمرار النزاعات، وتهديدات السيادة والوحدة الترابية للدول، وتوسع التجارة غير المشروعة عبر الحدود بجميع أنواعها، والترحيل القسري للسكان.
وإضافة إلى هذه العوامل، تقول بوستة، ثمة أيضا مواطن خلل ناجمة عن التغيرات المناخية وغياب النمو الاقتصادي الشامل الذي يتفاقم بسبب النمو الديمغرافي السريع ، ويوفر أرضية خصبة للتسلل وحضور الجماعات الإرهابية وإديولوجياتها المتطرفة وخاصة في أوساط الشباب.
وبالنسبة لكاتبة الدولة، فإن مكافحة الإرهاب في إفريقيا لا يتطلب فقط قدرات أمنية تتناسب مع تعقيد وتطور هذا التهديد، لكن يحتاج أيضا إلى دراسة كافية للأسباب الجذرية للظاهرة، والتي من دونها سيظل أي إجراء دون جدوى.
وأكدت بوستة أن مشاركة المملكة، في هذا المؤتمر الذي تميز بحضور الرئيس الكيني أوورو كينياتا ، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فاكي محمد ، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في منظمات دولية ومنظمات غير الحكومية، تعد دليلا آخر على التزام المغرب المتواصل بالعمل الدولي والإقليمي وشبه الإقليمي بشأن قضايا السلام والأمن، كما تعكس عزمه على دعم جميع المبادرات الهادفة إلى تعزيز مرونة وقدرات البلدان الإفريقية في مواجهة الإرهاب.
ويبحث المؤتمر، الذي ينظم بشراكة بين الحكومة الكينية ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على مدى يومين، عددا من المواضيع منها “مكافحة الإرهاب في إفريقيا: الابتكارات والدروس المستفادة والمقاربة الاستباقية”، ومحاربة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب في إفريقيا”، و”آفاق الشباب في تقوية المناعة ضد التطرف العنيف ومحاربة الإرهاب في إفريقيا”، و”تعزيز بنيات وهيئات السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي”.