بقلم: عبد المجيد مومر الزيراوي*
حَدَّثَنا الكاذِبُ الأولُّ بخطاب التَّلْفيق النْيُو-إشتراكي المَنخُورِ، و جاءَنا بِشُروطِ المُفاوِضِ حول التعاقد العالمي المَقْبُورِ. فإنْفَضحت أصفارُ الإنبعاثِ الجديد المَكبوتَةُ في دَواخِلِ الصدورِ، و تَناثرَت صُحفُ مدفونة في ظلمة العرعر مَقبرة النِّضال المهجورِ. نعم ، مُسِخَ الخَائِبُ الأوَّلُ و نَسبَ أطروحات الغَيْرِ إلى شَخْصِهِ المَغْمُورِ. بل جُنَّ صَاحِبُنَا وَ إِدَّعَى النُّبُوة فَظَهَر يَهْذِي كالمَسحورِ، ثم إنكشفت تَعْوِيذات القَرصَنَة و طَلاسِم الزُّورِ. هذا لَغْوُ إدريس الذي نبح ضد الحقوق و الحريات كالمَسعورِ. فإسْأَلُوهُ لِمَ عاد يصلي في محراب الكهانة ؟! ، و تَبيَّنوا لماذا يُباركُ البئيسُ حملة الإنقلابِ على الدستور ؟!.
قال إدريس :
ها قد جِئْتُكم بأمِّ المعجزات، أرضية فريدة و محاوِرُها مكتوبةٌ على الألواح المنسياتِ، أرضِيَتِي مُهَيْمِنَةٌ على باقي الأرضياتِ. أنا الناسِخُ لما سبق من الشرائع و جميع السردياتِ، و أنا الماحي لكل المرجعياتِ و النظرياتِ. أنا المُبدل لأساطير الأولين و الكاشف لأسرار النشأة و صفحات الأرضية بينَ أصابِعِ يَدِي كالمَطوِياتِ. أنا المُميت للإتحاد، أنا المُحيي لسُنّة سوق المزاد ، و أنا قابضُ الأثمان و أنا عابد اللَّذَّاتِ. نعم أنا المُبَشَّر بحقيبة العدل بالذاتِ و الصفاتِ و كل الفَذْلَكاتِ.
قال إدريس :
هيَّا أعطوني حقيبَتي الوزاريّة باسم حكومة الوحدة الوطنيّة ، و باسم بَلْطجَة القرصنة الفكريّة أو باسم روحي المُنبَعِثة من الأَضَالِيلِ المؤسسة لمتونِ الأَرضيّة. و إن رفضْتُم سأخنق الأنفاسَ بإنبِعاثاتِي الغازيّة و عليكم سلامُ الأممية الإشتراكيّة أو ثورة الأَلْوِيَّة اليَسارِيَّة. تَاللّاتِ إنِّي البشيرُ الناقلُ لِخَبر سقوط نظام الأمم المتحدة و إنهيار تمثَال الحريّة، و أنا المُنذِر بإسقاط منظومة الإنتخابات المغربيّة و إجهاض جنين الديمقراطيّة و لَسوفَ أطحنُ ما تبَقى من أمالِ ” وْلاَدْ الشعب ” تَزَلُّفًا للكَافِرين بالحقوق و الحريات الدستوريّة.
قال إدريس :
أنتم يا من تصِفونَنِي بالحُثالَة ، أنا القُطْبُ السَّكرانُ و هَا قد بلغتُ مَرتبَة الثمالَة. ها قد جِئتُكم بحداثة الرسالَة ، عقيدة الإنتهازية الجديدة و صرفُ البورجوازِيَّة عند كُشْكِ الحوالَة. أنا رسول اللاَّت إليْكُم ، أنا النَّبي “الكُرَشِي”، فأَمِنوا بي و لا تَستَزِيدُوا في الإطالَة.
قال إدريس :
إن النظام العالمي لَفي خُسْرٍ، و أنا بكل فخرٍ ، قد عانيتُ من هشاشةٍ و فَقرٍ. و بعد مَرْمَدَةٍ وَ سخرة طويلة وَ كثرةِ نَهْرٍ، و بعد تَقَلُّباتِ دَهْرٍ. إِعتَكَفْتُ بغارِ الحرباءِ فحَصلت على تزكية شيطانيَّة و معها باقة ورد و زَهْرٍ. هَا .. أَنَا .. ذَا قد تَجَمَّلْتُ ببَياض اللحيَّة و لا أستحِي منْ سوادِ قلبٍ نُكُرٍ.
قال إدريس :
يا وْلاَدْ الشعب ؛ هَايْ هَايْ .. أنا عند الفجر و معي قَنَانِي الفُجَّارِ، أنا و كأسي مُسْكِر يا من تعشقون خمرة الأبرارِ. أنا و عقلي و أسفار الحمارِ، أنا و أوْرادُ الرذيلة عند الأسحارِ، أنا بكل الأَوْزارِ سأدخل نعيم الإستوزارِ . أنا و سياستي إنتهازية لا تبالي بفضيلة الأطهار، أنا و كورونا و نبأ الأخطارِ، أنا و هذه ليلَتي و التنشيط لمواقع الأخبارِ.
يا وْلاَدْ الشعب؛ أنتم معشر الزنادِقَة الكُفارِ . أنا و القلم و موسم سرقة الأفكار و قَطْفِ الثِّمارِ. نعم أنا و أنا كارهٌ لِمُروءَة الأخيار. هذا أنا فَاتَّبِعوني يُحبِبْكُم عيالِي، و لا تَقُولوا كاذبٌ أهبلٌ ، إن معي جُنْدُ الكَتَبَة الأنصارِ.
قال إدريس:
و اللاَّتِ لَوْ وَضعتُم العثماني على يميني و أخنوش على شمالي، لأعَدْتُ تَنْمِيقَ رسالة دَعوتِي حرفًا حرفًا. و اللاَّتِ لو أعطيْتُموني حقيبة العدل لَمَلأتُ الأرضَ جورًا و لَسَالَ عرق الحياءِ نَزْفًا نَزْفًا. تَاللاَّتِ .. أنا قبلَ أنا ، و بَعدِي أنا فَلْيَتَقَدَّم سيلُ الطُّوفانِ زَحْفًا زَحْفًا. و اللَّاتِ إنما هي أفكارُكم أَسترزِقُ بها نِصفًا نِصْفًا. فمن وجد سطرَهُ مُدَوَّنا بإسمْي فَقَد خَطَفْتُهُ منهُ خَطْفًا خَطْفًا ، و من وجد غير ذلكَ فلَاَ دْيَاليكْتيكْ إلاَّ مع نَفسِهِ. ها قد أنْذَرتكُم فاحذروا مني خَسْفًا وَ نَسْفًا.
فَقُلْتُ لإدريس :
وَ العَصرِ و أربعةِ أَناجِيل و عَشْرِ لَيالٍ. صُبُّوا كَّرْوَان و مُغْرَابي لإدريس ، و أسكُبوا لي قدحًا من قنينة جَّاكْ دَانْيَالٍ. كلاَّ سَوْفَ تعلمون، لُوقَا و مَرقس بعد قِيلٍ وَ قَالٍ ، مَتى و يُوحنا مع يَهوذَا الإِسْخِرْيُوطِي في سِجَالٍ، و العهد القديم في سفر دانْيالٍ. أنَا اليوم في عَرينِ الضِّباعِ ، ضَعُفَ السَّارِقُ و المَسْرُوقُ، بناتُ أفكاري جدليَّةٌ مادِيَّةٌ و إدريس باحثٌ عن وزارة أوْ رِبْحِ أموالٍ. هذا وحيُ كورونا من خُرم ثُقْبٍ على يَسارِ خيالٍ، كحَّة إشتراكية و رئة التَّقَدُّمِيَّة تهتز بِحدّة سُعالٍ، عتقُ رقبة الإتحاد و الكفارة لا تمحي إِثْمَ كاذبٍ دَجَّالٍ.
نعم قُلْتُ لإدريس :
يا أيُّها البئيس ؛ هذه مائدة العشاء الأخير ! فَخُذ و كُلْ هذا لحم جسدي ، اشربْ من كأس دمي، هَنيئًا مَريئًا لكَ أَنْتَ و لِرَهْطِ الإِنْتِهازِيِّين. وَ إِنْهَقْ كما شِئْتَ فَما أَرسَلْناكَ إلاَّ نكبةً للإِشْتراكِيِّين، إنْعَقْ كما شئتَ فَما أرسلناكَ إلاَّ لعنةً على الإتحاديين. و إلْعَقْ بَلْغَة الكَهَنوت الذي جَثَوْتَ إِلَيْهِ، فَمَا هَجَوْناكَ إلاَّ مرضاةً لرَبِّ العالمين.
و الختمُ بالصلاةِ على السراج المنير محمد خاتم الأنبياء و المُرسلين ، و على آله و من تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
*عبد المجيد مومر الزيراوي: رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية