الصٌَحافة _ الرباط
لا حديث في أوساط موظفي ومسؤولي الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإصلاح الادارة والوظيفة العمومية، سوى عن الفضيحة التي يتورٌط فيها محمد بنعبد القادر الوزير الوصيٌ على القطاع الحكومي، الذي يتبجٌح تحت قبة البرلمان وفي تصريحاته الصحفية بمحاربته للأشباح في الإدارات العمومية، وهو يتستر على “هـ.مـ”، وهي مستشارة شبح في ديوانه الوزاري لم تطأ قدامها الوزارة منذ ما يُناهز السنة، فيما تتلقى نهاية كل شهر راتباً شهرياً يقدر بـ12 ألف درهم، علاوة على الإمتيازات والتعويضات الإضافية التي تتمتع بها على غرار باقي أعضاء ديوان الوزير، دون أن تبذل أي جهد مقابل الأموال التي تتحصل عليها.
وجعلَ نقابيون في الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإصلاح الادارة والوظيفة العمومية، من تستر المسؤول الحكومي على مستشارة بديوانه الوزاري، وهي عضوة بالمكتب الوطني لشبيبة حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، الذي يشغل محمد بنعبد القادر عضوية مكتبه السياسي، عنوانا لإرادة الإصلاح التي يتبجحٌ بها محمد بنعبد القادر في جل خطاباته.
وبات المثل الشعبي “من الخيمة خرج مايل” يلخص حال القطاع الحكومي الذي من المفروض فيه أن يسهر على إصلاح الإدرة العمومية والحد من ظاهرة التغيبات غير المشروعة ومحاربة الموظفين الأشباح وتنزيل ميثاق اللاتمركز الإداري وغيرها من المشاريع الملكية والحكومية التي مازالت فوق الرفوف، حيث يُمعن الوزير محمد بنعبد القادر في التستر على عضوة ديوانه “هـ.مـ” التي تتلقى أموالا طائلة من ميزانية الدولة على رأس كلّ شهر دون أن تبذل أي مجهود مقابل ذلك، وهي التي تمّ التعاقُد معها على أساس تقديم خدمة عمومية تعود بالنفع على البلاد والعباد لكنّها هجرت مكاتبها وتفرغت لـ”نتيف فالفايسبوك” مع عضوات وأعضاء حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، دفاعاً عن وزيرها، ولو بحسابات وهمية، طالمَا أن المرتبب الشهري يُحوَّل إلى الرصيد كاملاً ومرفوقا بإمتيازات وتعويضات أخرى، ليُناهز راتبها الشهري المليون ونصف المليون سنتيم.
وسبق للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلفة بإصلاح الادارة والوظيفة العمومية، أن تدخل لإيقاف مستشارته “هـ.مـ” عن الحديث والنشر على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، وجمع “غسيلها من المعيور” مع عضوات وأعضاء حزب الإتحاد الإشتراكي وتنظيماته الموازية، وهي والتي كانت قد صوتت في المؤتمر الدولي للشبيبات الاشتراكية، الذي انعقد في 2016 بألبانيا، لصالح جبهة “البوليساريو” الإنفصالية، مما أقام الدنيا ولم يقعدها ضد الشبيبة الإتحادية، وأثار غضب جهات عليا على الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر.