الصحافة _ الرباط
أصدرت مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” (save casablanca)، التي تنشط على “فيسبوك”، تقريرا تحت عنوان “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء.. أقوال وشهادات لبيضاويين”، في أزيد من 250 صفحة، سلطت عبره الضوء على المشاكل والاختلالات التي تعيشها العاصمة الاقتصادية، وحسب الكاتبة منى هاشم، مؤسسة المجموعة، فإن الهدف الأساسي من هذا المؤلَّف هو توعية المواطنين بطريقة علمية.
وأوضحت الكاتبة منى هاشم، أن “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء”.. أقوال وشهادات لبيضاويين”، يمثل المظالم والشهادات والاقتراحات التي تم تقديمها في مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” (save casablanca)، التي تم إطلاقها منذ ما يقارب ثماني سنوات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ويبلغ عدد أعضائها اليوم ما يناهز 268 ألفا.
ويحاول المؤلًّف الذي جاء في 258 صفحة، مدعومة بالصور ومنشورات مستخدمي الإنترنت، رصد الاختلالات التي تعاني منها المدينة، وفق منى هاشم، فإنه وجب تسليط الضوء على هذه المشاكل “أمام الرأي العام على الأقل”، مضيفة أن الدار البيضاء “تغرق في مشاكل متعلقة بالحكامة، تجعلها في قلب مجموعة من الاختلالات التي تضرب القطاعات الحيوية بالمدينة، مثل النظافة، والنقل، واحتلال الملك العمومي، وبطء وتيرة إنجاز المشاريع، وحالة المساحات الخضراء، والممرات والأرصفة، والتطهير، والإنارة، إضافة إلى تدمير تراث وذاكرة المدينة”.
وتابعت الكاتبة أنه “بناء على هذه الملاحظات، قررت نشر الملاحظات الرئيسية التي أثيرت في المجموعة من أجل إيصالها إلى وسائل الإعلام والجمهور، على أمل أن تصل للمسؤولين”.
بعيدا عن السياسة
وبخصوص الهدف من نشر الكتاب، قبل أسابيع من الاستحقاقات الانتخابية، كشفت هاشم أن هذه الخطوة المواطنة، والبعيدة عن الحسابات السياسية أو التعاطف الحزبي، تهدف إلى التحسيس بواقع تدبير المدينة، بعيدا عن الخطابات الديماغوجية والرضا النفسي لحملات التواصل مدفوعة الأجر، لذلك فإن “التقرير واقعي وبدون لغة خشب، يسعى إلى فضح الانزلاقات على مستوى التدبير”.
وحسب منى هاشم، فقد ولُدت فكرة الكتاب بالضبط في 9 يناير 2021 بعد هطول أمطار غزيرة كشفت عن جسامة النقائص على مستوى البنية التحتية وانعدام التواصل بين مسؤولي المدينة والمواطنين، مضيفة أنه تقرر نشر هذا المؤلف شهر أبريل، “حتى لا يتم استغلاله من الناحية السياسية”.
ويكشف الكتاب، التي يمكن الاطلاع عليه على الإنترنت، المواقع التي لم يتم تسليمها أو تدشينها في الوقت المحدد بالدار البيضاء، مثل حديقة جامعة الدول العربية، وحديقة الحيوان عين السبع، ونفق الموحدين… إضافة إلى مشاكل الطرق والأرصفة وقنوات الصرف صحي والإنارة الوفواتير الباهظة، والنقل العمومي، واحتلال الملك العمومي، الأمن، إضافة إلى النقص في المساحات الخضراء”.
السلطات خارج التغطية
وحسب منى هاشم، فلم تقم السلطات المحلية بأي رد فعل بخصوص الكتاب، مضيفة أن ” ما يقارب 270 عضو يعبرون عن أنفسهم بشكل يومي حول الموضوعات المتكررة التي تتعلق مباشرة بإدارة مجلس المدينة”، وأضافت المتحدثة ذاتها، أن الوقت قد حان لرصد الاختلالات التي تعاني منها المدينة، في أفق تحديد المسؤوليات.
وحسب الكاتبة، فإن “أنقذوا الدار البيضاء”، هي مبادرة مواطنة، أطلقت سنة 2013 عبر صفحة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بمعية أحمد أحمد شيتاشني، باحث في الأنثروبولوجية الحضرية، تهدف إلى خلق فضاء للبيضاويين والبيضاويات، من أجل التعبير عن رأيهم تجاه وضعية العاصمة الاقتصادية.
“وتحرص المجموعة التي تضم اليوم ما يقارب 270 ألف مشترك، على استقلاليتها المالية، وتؤمن بأن سياسة مواطنة تشاركية، ستمكن من تغيير الوضع وبعث الأمل في إرادة قوية”.