الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
في الوقت الذي يشدد فيه الملك محمد السادس على ضرورة تشجيع البحث العلمي، وإنتاج الكفاءات الوطنية الشابة التي من شأنها إغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية، وإعطاء تعليماته الملكية من أجل الشروع في مرحلة جديدة في البلاد بعقليات جديدة، قادرة على الارتقا ء بمستوى العمل، وعلى تحقيق التحول الجوهري الذي يسعى إليه الملك والشعب، يبدو أن بعض المسؤولين مازالوا يحنون إلى العهد البائد، ويسبحون عكس التيار، وذلك بإصدار قرارات لا يمكن القول عنها إلا أنها قرارات تضرب كل الخطب الملكية بعرض الحائط.
فما إن نجح لقاء المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بقيادة ادريس لشكر مع محمد اليازغي الكاتب الأول السابق للحزب، حتى شعر “زعيم الوردة” بفشل مخططاته البيئسة التي مافتئ يدبرها في الخفاء، إذ أن نجاح اللقاء أعطى دفعة قوية للمصالحة التي من شأنها أن تعيد الروح الإتحادية للتنظيم الحزبي.
فبعد نجاح لقاء أعضاء المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي بالكاتب الأول السابق للتنظيم الحزبي، لم يجد الحييب المالكي شيئا يقوم به سوى أن يدس سُما لا دواء له في طعام المصالحة كي يشوش عليها، وبدل أن يستجيب لطلب البرلمانيات الإتحاديات اللائي طالبنه بتسوية وضعية إثنين من الفريق البرلماني، ووعدهن بذلك، ولم يفعل، فاجأ الجميع بقراره إلحاق أحمد العاقد – المقرب من إدريس لشكر – خبيرا بديوانه بمجلس النواب، وهو من التحق بالحزب خلال عملية التحضير للمؤتمر الوطنب العاشر، وهو القرار الذي خلط جميع الأوراق، وانهالت الهواتف على إدريس لشكر وهو في عز المشاورات الحكومية، متلقيا سيلا من الإنتقادات والإستنكارات وأشياء أخرى فوق وتحت الحزام من لدن قياديين كبار في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
أحمد العاقد، وهو العاقد بالنواجد على التخلص ممن أوصله، فكان الضحية رقم واحد محمد درويش الذي جاء به عشية المؤتمر العاشر لحزب “الوردة”، وقدمه لإدريس لشكر، قبل أن يتخلى عن ولي نعمته، ويصبح مستشارا شخصيا للكاتب الأول لحزب “الوردة”، وهو صاحب فتوى بنك المعطيات حول الأطر الإتحادية، وهاهو اليوم يتنكر لإدريس لشكر ويقفز جنب الحبيب المالكي الذي أراده أداة يهدم بها مشروع المصالحة.
فبمجرد تعيينه اليوم في ديوان رئيس مجلس النواب براتب شهري يقارب خمسة ملايين سنتيم، حتى انهارت بُورصة ادريس لشكر عند أنصاره، إذ أن هناك قياديين في المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي، ينتظرون وعود الكاتب الأول لهم، قبل أن يتفاجؤوا بهذا التعيين الغير مستحق في نظرهم.
لكن نسي الحبيب المالكي “إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض”، فهو الآخر محاصر بوعود كثيرة منها ماهو حزبي ومنها ماهو مرتبط لأعضاء مكتب مجلس النواب، والأيام المقبلة حبلى بالمفاجئات التي ستتفجر بين أحضان رئيس الغرفة الأولى الطامح للتربع على كرسي الكتابة الأولى بمقر العرعار.. آراك للفراجة.