هل تنتقل “روتا” إلى المغرب؟.. واشنطن تُقلق مدريد وخيار الرباط يفرض نفسه

20 أبريل 2025
هل تنتقل “روتا” إلى المغرب؟.. واشنطن تُقلق مدريد وخيار الرباط يفرض نفسه

الصحافة _ كندا

أفادت تقارير إعلامية بأن السلطات الإسبانية باتت تعيش حالة من القلق المتزايد بسبب احتمال نقل الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدتها العسكرية “روتا” من جنوب إسبانيا إلى المغرب، في ظل العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تجمع الرباط بواشنطن.

وحسب ما أورده موقع “Larazon” الإسباني، استنادًا إلى تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، فإن هذا السيناريو لم يعد مجرد فرضية، بل أصبح مطروحًا بجدية على طاولة النقاش في واشنطن، خصوصًا مع تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعدد من الحلفاء الأوروبيين، وتجدد الحديث عن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا.

التقرير أشار إلى أن جذور الجدل تعود إلى سنة 2020، خلال الولاية الأولى لترامب، حين راجت تسريبات حول نية الإدارة الأمريكية آنذاك تقليص عدد القوات في قاعدة “روتا”، وهي القاعدة التي يعود إنشاؤها إلى اتفاق سنة 1953 بين الرئيس دوايت أيزنهاور والديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو. وتُعد القاعدة من أبرز ركائز التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا، إذ تضم نحو 2800 جندي وخمس مدمرات أمريكية، فضلاً عن منشآت لوجستية بحرية وجوية استراتيجية.

لكن عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، وتدهور العلاقات بين إدارته السابقة والحكومة الاشتراكية لبيدرو سانشيز، قد يُسرّعان هذا التغيير. خصوصًا أن سانشيز لم يُخفِ مواقفه المعارضة لسياسات واشنطن، سواء بدعوته الأخيرة من بكين إلى حوار أمريكي-صيني، أو بانتقاداته العلنية للهجوم الإسرائيلي على غزة، وهي مواقف تُقابل بتحفظ كبير داخل دوائر القرار الأمريكية.

في المقابل، يبرز المغرب كبديل مثالي وهادئ سياسيًا لنقل جزء من البنية العسكرية الأمريكية، بفضل شراكته الأمنية المتقدمة مع واشنطن، وعلاقاته الوثيقة مع مؤسسات الدفاع الأمريكية، إضافة إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي عند بوابة إفريقيا وأوروبا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مايكل وولش، المدير السابق لحملة بايدن، قوله إن “المغرب رسّخ مكانته كحليف موثوق به لدى إدارة ترامب بعد قرار التطبيع مع إسرائيل”، مضيفًا أن “نقل القواعد إلى المغرب قد يكون أقل حساسية سياسياً مقارنة بالإبقاء عليها داخل التراب الإسباني”.

وتتزامن هذه المعطيات مع توسع النفوذ المغربي في شمال إفريقيا، وحرص الرباط على تعميق شراكاتها الأمنية والعسكرية، خصوصًا مع الولايات المتحدة، التي أجرت معها تدريبات عسكرية مشتركة، وأبرمت صفقات تسلح كبرى، وتدرس بجدية توسيع حضورها اللوجستي والعسكري على الأراضي المغربية.

في ظل هذه المؤشرات، يبدو أن “الضفة الجنوبية للمتوسط” تتهيأ للعب أدوار جديدة في خارطة الانتشار العسكري الأمريكي، في وقت تدخل فيه إسبانيا نفق الشكوك، وتتحسس من فقدان إحدى أبرز أوراقها الاستراتيجية في علاقتها مع واشنطن.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق