الصحافة _ الرباط
قال موقع الكتروني موريتاني إنه منذ أن خسرت جبهة البوليساريو العام الماضي رهانها على إغلاق معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا ، بدأت تخوض حرب دعاية إعلامية مكثفة، تسعى إلى جر موريتانيا نحو مستنقع صراع إقليمي لطالما كانت تقف منه موقف حياد إيجابي، وتساهم في أي مسار يقود للحل، وتبتعد عن أي تأجيج للصراع، وهو الموقف الذي حدده الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وعضَّ عليه بالنواجذ.
واضاف موقع ” الحياد” ، في مقال افتتاحي من توقيع الكاتب سيدي الرشيد:” لقد كانت موريتانيا منذ البداية واعية بصعوبات الوضع الإقليمي، ومخاطر اللعب بالنار ومحاولة جر المنطقة إلى صراع مسلح ليس من مصلحة أي طرف، وهي التي تقود عربة مجموعة دول الساحل الخمس، وتدرك التحدي الأمني في المنطقة، وبالتالي ، يقول المقال الافتتاحي الذي حمل عنوان ” فتنة الجبهة والشاعر والمحامي والرئيس السابق !”، إن الدبلوماسية الموريتانية عبرت عن موقفها الرافض لأي تأجيج وشحن، منذ أن أغلقت جبهة البوليساريو معبر الكركرات.
حكمة الرئيس ولد الغزواني
وزاد الموقع قائلا إن الحكمة التي تمتع بها الرئيس الموريتاني كانت واضحة، اذ رفض الانجراف وراء استفزازات جبهة البوليساريو وأنصارها، مشيرا الى ان الدبلوماسية الموريتانية ظلت متمسكة بموقف الحياد الإيجابي، الذي ينطلق من مصالح موريتانيا، مع تفكير عميق في ما يجلب المنفعة ويدفع الضرر عن المواطن الموريتاني.
وعد الموقع ذاته هذا التصرف بأنه يجسد “دبلوماسية المصلحة الوطنية قبل كل شيء، بعيدًا عن العواطف الإيديولوجية والنزعات القومية أو القبلية التي عفا عليها الزمن”.
واوضح الموقع الموريتاني ان هذه الدبلوماسية المتقدمة، وهذا الموقف الموريتاني الوطني، لم يعجب جبهة البوليساريو، التي تتعامل مع موريتانيا وكأنها حديقتها الخلفية، انطلاقًا من أوهام قديمة، مشيرا الى ان الجبهة بدأت تحاول إحداث شرخ بين موريتانيا والمغرب، وكأنها بذلك لا تقبل أي موقف موريتاني قائم على المصالح الوطنية، وتريد للموريتانيين أن يعادوا من تعاديه ، وأن يصالحوا من تصالحه.واعتبر ذلك وصاية لا تجد ما يبررها على أرض الواقع !
آن للجبهة أن تفهم
وذكر المقال انه آن لجبهة البوليساريو أن تفهم أن موريتانيا دولة مستقلة، سيادتها كاملة غير منقوصة، تقيم علاقات أخوية مع كل من المغرب والجزائر، وترسم ملامح دبلوماسيتها وفق ما تمليه مصلحتها الخاصة، وليس حسب أهواء أي جهة خارجية مهما كانت.
بيد ان المقال اوضح أن الجبهة لم تفهم ذلك أبدًا، واستمرت في محاولتها للتأثير على الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، مستخدمة خلاياها النائمة من شعراء ومدونين ومتعاطفين، فظهرت كتابات تسيء إلى المغرب مكتوبة بأسماء موريتانية، في محاولة لاحداث شرخ بين البلدين، وأن تدفع موريتانيا إلى التورط في صراع ظلت تكرر أنه لا يعنيها منه إلا ما يخدم الصلح والسلم واستقرار المنطقة.
أسماء في الحرب الدعائية
واشار المقال الى انه في هذه الحرب الدعائية برزت أسماء معروفة بسوابقها، مثل الشاعر عبد الله ولد بونا، الذي حولته الصحف الموالية لجبهة البوليساريو من شاعر متوسط المستوى إلى «باحث استراتيجي»، وهو الذي لم يرتد أي جامعة، ولم يقدم أي بحث، ولا خبرة لديه تمكنه من فهم المعادلات الجيوسياسية في أي منطقة من العالم، وإنما عُرف في موريتانيا باستغلال الشعر للخوض في أمور لا علاقة لها بالشعر .
وكشف المقال ان ولد بونا الذي ينظّر للعلاقات الدولية ويحاول تفكيك تعقيداتها، سبق أن اختطفه الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، ووضعه في أحد معتقلاته السرية بنواكشوط، فخرج بعد أيام يمدحه بقصائد عصماء لم تكن لتنسي الموريتانيين قصائد الهجاء التي دبجها فيه وهو خارج البلاد .
دق الاسفين
وتساءل كاتب المقال :هل تلقى ولد بونا الأوامر من سيده ليدق الإسفين بين نواكشوط والرباط، خدمة لمصالح جبهة البوليساريو ، وسعيا نحو إشعال الفتنة في المنطقة، حين اقترب عرض ملف الفساد على القضاء الموريتاني.
وتطرق الكاتب ايضا الى وجه آخر من وجوه الحرب التي تخوضها جبهة البوليساريو للتأثير على الموقف الموريتاني ازاء قضية الصحراء، هو المحامي تقي الله ولد أيده، الذي يقدم نفسه على أنه موريتاني، وبرز اسمه أول مرة للرأي العام المحلي كعضو في لجنة الدفاع عن الرئيس السابق، وهو العائد قبل سنوات من كندا التي يحمل جنسيتها، بعد أن وصل إليها قبل عقود شاب نشط في صفوف جبهة البوليساريو، وأحد مقاتليها المخلصين !
واشار المقال الى ان ولد أيده استفاد من الحق في ازدواجية الجنسية خلال حكم الرئيس الموريتاني السابق، ليظهر معه في العديد من الصور في بيته بنواكشوط، حين كان ولد عبد العزيز يرفض المثول أمام لجنة التحقيق البرلمانية، انذاك كان ولد أيده يسخر صفحته على فيسبوك للدفاع عن ولد عبد العزيز، والهجوم على العدلة والبرلمان الموريتانيين، وظلت منشوراته اليومية تسخرُ من الدولة الموريتانية، وتدافع عن جبهة البوليساريو.
النفخ في نار الخلاف الوهمي بين البلدين
واوضح كاتب المقال قائلا ” اليوم يحاول ولد أيده أن يؤثر على الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، وذلك من خلال النفخ في نار الخلاف الوهمي بين نواكشوط والرباط، لمصلحة جبهة البوليساريو التي يبدو أنه لا يزال وفيا لقادتها الذين أشرفوا في سبعينيات القرن الماضي على تدريبه عسكريا وفكريا، وجندوه وهو لم يبلغ سن الرشد بعد، فكان أحد ضحايا تجنيدها للأطفال.
وأشار الكاتب الى أسماء عديدة أخرى جرى تجنيدها من أجل إيهام الرأي العام الموريتاني بأن هنالك خلافًا بين نواكشوط والرباط، بل إن صحيفة جزائرية تحمل اسم (Algerie Patriotique) ، يضيف الرشيد ، كسرت كل القواعد حين نسبت إلى مسؤول موريتاني «وهمي» تصريحات خطيرة تحاول، بشكل واضح وصريح، أن تلحق الضرر بالعلاقات بين موريتانيا والمغرب.
وكانت الصحيفة قد نسبت للمسؤول الموريتاني الذي وصفه الكاتب ب” الوهمي” قوله إن الموريتانيين لا يرحبون بزيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لبلدهم، متجاهلة أنه تبادل مع الرئيس الموريتاني دعوات الزيارة، وأن كلاهما وافق، وتركا تنسيق مواعيد الزيارات ليتم عبر القنوات الدبلوماسية المعهودة،كما تجاهلت الصحيفة أن العاهل المغربي كان أول زعيم في العالم يهنئ ولد الشيخ الغزواني بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وكان أول من هنأ الموريتانيين بمناسبة تحقيق التناوب الديمقراطي على السلطة.