بقلم: جمال الدين ريان
منظومة مغاربة العالم تواجه موجة من المشاكل التي تسبب بها تفشي وباء كوفيد-19 مرفوقا بمجموعة من الإجراءات الاحترازية التعسفية التي اتخذها المغرب جراء إجراءات الحجر وحالة الطوارئ التي تسببت بوقف أي تنقل.. هذه الإجراءات التي تسببت في غرس شرخ كبير بينهم وبين مغاربة العالم والذي قد يتطلب منا، بعد رفع الحجر، سنوات عديدة للم الشرخ ولإصلاحه.
المئات من قتلى الفيروس بعدد من دول الإقامة هؤلاء القتلى بسبب حالة الطوارئ الصحية وإغلاق المجال الجوي في وجه الرحلات التجارية اضطرت العائلات بدفن الضحايا بالمقابر الإسلامية بدول الإقامة مع تهرب الدولة وشركات التأمين من نقل الجثامين إلى المغرب مع ما يترتب على الدفن من مبالغ باهظة تصل إلى آلاف الأوروات مع العلم أن دول أخرى تقوم بنقل جثامين مواطنيها بطائرات الشحن.
الشعارات التي كانت ترفعها الدولة المغربية سابقا فيما يتعلق بمغاربة العالم بانت بأنها شعارات غير صحيحة وقامت بتغليط مغاربة العالم وحتى مغاربة الداخل الذين كانوا ينظرون إلى مغاربة العالم على أن لهم معاملة تمييزية عن مغاربة الداخل. خلق نوع من الحقد والكراهية وتبين ذلك جليا من خلال بعض الحملات التي جاءت بعد قيام وزارة الصحة العمومية بالكشف عن منابع ناقلي الفيروس.
قبل وباء كوفيد 19 كانت إنتظارات مغاربة العالم مرتبطة بمجموعة من الحقوق المهضومة وبتفعيل فصول الدستور الخاصة بالمشاركة السياسية وبالمشاركة الفعلية في مجالس الحكامة.
حاليا لا تقتصر أولويات مغاربة العالم على عضوية مجالس الحكامة أو المشاركة السياسية حسب فصول دستور 2011 بل التفكير في التغيير ما بعد كورونا ووضع الأولويات المختلفة تماما عن التي ذكرت في أدبيات ومرافعات إنتظارات مغاربة العالم. إنّ تحليل نوعية وصيغة التواصل ومعاملة الدولة المغربية ومغاربة العالم سيساعدنا على تحديد أهم التغييرات التي يجب القيام بها أمام كل التحولات التي ستعيشها بكل تأكيد منظومة مغاربة العالم.
كيف سيتم تدبير العلاقة مع المغرب وماهي قنوات الاتصال وهل سيتم الاستغناء عن كل هذا الكم الكبير من مؤسسات حكومية وحكامية مرتبطة بمغاربة العالم.
هذه التحاليل الموضوعية وانطلاقا من الإنتظارات الجديدة سيقوم بها الفاعلين الجمعويين الحقيقيين الذين بقوا على الساحة لمؤازرة مغاربة العالم خلال هذا الوباء.
ما سيمكن استنتاجه من هذه التحليلات هو أنه سيستوجب علينا إدماج كل أنواع المشاكل التي تواجهها وواجهتها منظومة مغاربة العالم خلال وبعد وباء كوفيد 19 ، ومن ثمّ جمع عدد الحالات لكل نوع. ونستطيع تركيز جهودنا لاجل ايجاد حل لهذه المشاكل من خلال تحديد أولوياتها و أنواعها الأكثر شيوعاً بين المنظومة. الشيء الذي سيوفر علينا الوقت الذي قد نحتاجه لحل المجموعة التالية من المشكلات، وهكذا..
إذن هل ستبقى مجالس الحكامة والمشاركة السياسية من أولياتهم؟
هل ستقنع الدولة المغربية مغاربة العالم بنجاعة وضرورة إجراءات منع العالقين من مغادرة العالم رغم النداءات الإنسانية؟
هل نحن في حاجة إلى هيئة إنصاف ومصالحة أخرى مع مغاربة العالم لجبر الضرر المادي والنفسي التي تسببت فيه هذه الإجراءات الإحترازية؟