الصحافة _ الرباط
شهدت الأقاليم الجنوبية للمغرب خلال سنة 2020، مجموعة من الأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية والتنموية، سواء على المستوى المحلي للجهات الجنوبية الثلاث، أو المتعلقة بقضية الصحراء المغربية وطريقة تدبير الدبلوماسية المغربية للملف على المستوى الدولي وداخل أروقة الأمم المتحدة.
ومما لا شك فيه، أن ملف الصحراء شهد تحولا كبيرا منذ سنة 1975، وإنعكس إيجابا على المملكة المغربية وأسهم في تعزيز السيادة الكاملة للمغرب على الأقاليم الصحراوية، إبتداء بترسيم الحدود البحرية وتدشين قنصليات دول عديدة بكل من العيون والداخلة.
وهذا إلى جانب أحداث أخرى طبعت سنة 2020 بالأقاليم الجنوبية، مثل التدبير الناجح لأزمة فيروس كورونا وصولا إلى التحرك العسكري للمغرب بالكركرات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وقرار الرئيس دونالد ترمب بفتح قنصلية أمريكية بالداخلة عروس الجنوب.
ترسيم الحدود البحرية للمغرب لتشمل الأقاليم الجنوبية
صادق البرلمان المغربي بالإجماع، خلال شهر يناير سنة 2020 على مشروعي قانونين يحددان سيادة المغرب على مياهه البحرية بما فيها سواحل الأقاليم الجنوبية، وهو قرار مكن المغرب من بسط الولاية القانونية على كافة مجالاته البحرية من السواحل الشمالية إلى سواحل إلى الكويرة جنوبا بالداخلة.
وفي شهر أبريل يعزز الملك محمد السادس قانونية ترسيم الحدود البحرية المذكورين، بالمصادقة عليهما ونشرهما في الجريدة الرسمية، وبه تمكنت المملكة من رسم كليا وفعليا كافة حدود مياهها البحرية لتشمل الأقاليم الجنوبية.
وهو قرار أغلق الباب على المناورات الجزائرية وأداتها الانفصالية البوليساريو مستقبلا، لما سيلقيه من ظلال على اتفاقيات الصيد البحري بين المغرب وأوروبا، باعتبار أنه عمل سيادي للمملكة غير قابل للمراجعة، وعلى أساس أن السيادة المغربية على الصحراء تشمل أيضا سواحلها البحرية في الحدود مع إسبانيا.
إفتتاح قنصليات دول إفريقية وعربية بالعيون والداخلة
إفتتحت على مدى أشهر مختلفة من سنة 2020, حوالي 20 دولة إفريقية وعربية قنصليات عامة لها بالعيون والداخلة، تعبيرا عن دعم هذه الدول للمملكة المغربية في قضية وحدتها الترابية، وكذا الاعتراف بمغربية إقليم الصحراء، وهو ما شكل أحد تمثلات الفاعلية والاستباقية لدى الدبلوماسية المغربية، فضلا أنها ضربة موجعة وقاسمة للجزائر والبوليساريو.
وتم افتتاح بمدينة العيون خلال سنة 2020 حوالي11 قنصلية، وهي جزر القمر، والغابون، وساوتومي وبرنسيب، وإفريقيا الوسطى، و الكوت ديڤوار، و بوروندي، وإسواتيني وزامبيا والإمارات والبحرين.
بالاضافة إلى افتتاح 9 قنصليات بالداخلة، وهي غامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وبوركينافاسو، وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، بانتظار الافتتاح الرسمي للقنصلية الأمريكية التي سيشكل وجودها دعامة إقتصادية للمنطقة وللمغرب ولسيادته الكاملة على حدوده الترابية والبحرية.
إنخراط ساكنة الأقاليم الجنوبية في التدابير الصحية لمواجهة “كورونا”
كغيرها من ساكنة الجهات الشمالية للمغرب، عملت ساكنة الجهات الجنوبية خلال حالة الطوارئ الصحية التي أعلنها المغرب، على الامتثال لتعليمات وتوجيهات السلطات الصحية والمحلية للحد من كورونا، وذلك تزامنا مع جهود وزارة الداخلية منذ بداية الأزمة ورجال وأعوان السلطة بهذه الربوع رفقة المنتخبين والأعيان والساكنة نفسها، في التحسيس من خطورة الوباء والتحذير منه.
ومن الملحوظ أن ساكنة مدن الأقاليم الجنوبية سجلت تجاوبا كبيرا مع تعليمات وتوجيهات السلطات المحلية طيلة الفترة المذكورة، وذلك في الالتزام الأمثل بالتدابير الوقائية وتطبيق الحجر الصحي وملازمة المنازل، إستجابة لحالة الطوارئ المعلنة بشهر مارس.
وخصصت المجالس المنتخبة بجهات العيون والداخلة وكلميم، دعم ومؤن غذائية لفائدة الساكنة المحلية والمتضررين من الجائحة، بالاضافة إلى إقتناء معدات وتجهيزات طبية لمؤازرة مصالح وزارة الصحية بمختلف المستشفيات الجهوية والاقليمية قصد تطويق ومواجهة وعلاج مرضى فيروس كورونا.
إستفزازات البوليساريو بالكركرات.. وتدخل الجيش المغربي
عادت مليشيات البوليساريو إلى إغلاق معبر الكركرات خلال شهر أكتوبر الماضي، وتسببت في توقيف الحركة التجارية والمدنية بمعبر الكركرات الدولي الرابط بين أوروبا والمغرب مع موريتانيا ودول إفريقيا.
وبعد إستكمال جميع المحاولات الأممية لإنهاء أزمة الكركرات المفتعلة من البوليساريو وخرقها القانون الدولي ولاتفاقية السلام الموقعة سنة1991، جاء تحرك الجيش المغربي في 13 نونبر المنصرم لوضع حد للاستفزات الخطيرة لهذه المليشيات وتأمين المعبر بشكل نهائي وإلى الأبد.
وشكلت إحترافية الجيش المغربي في تأمين معبر الكركرات وعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل سلمي ودون إطلاق رصاصة واحدة، محط إشادة وطنية ودولية ومن ملوك وزعماء ورؤساء العشرات من الدول العربية والافريقية والاوروبية والاسيوية، أعربت عن دعمها للمغرب ولتحركه العسكري بتحرير الكركرات.
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وافتتاح قنصلية بالداخلة
مباشرة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 10 دجنبر الجاري، بالاعتراف بمغربية الصحراء وإفتتاح قنصلية أمريكية إقتصادية بالداخلة، عمت الأفراح والاحتفالات جميع الأرجاء والمدن الصحراوية والترحيب بالقرار من طرف فاعلين وشيوخ ومنتخبين ومختلف شرائح المجمتع
وشهدت العيون والداخلة والسمارة والمحبس وبوجدور وكلميم تنظيم لقاءات جماهرية، للتعبير عن إبتهاج مواطني الأقاليم الجنوبية بالنصر التاريخي والسياسي، معتبرين أياه نهاية أطروحة البوليساريو ولأسطورة “تقرير المصير”، وبداية طريق تنزيل مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ورغم ظروف الجائحة العمالية لكورونا، أبت الساكنة المحلية ومختلف شيوخ القبائل الصحراوية بالعيون والداخلة والسمارة وبوجدور وكلميم وطانطان، إلا أن تعبر عن تثمينها للقرار الأمريكي حول الصحراء وتجدد دعمها وتأييدها للملك محمد السادس في قراراته بالدفاع عن حوزة الوطن وسلامة أراضيه.