نفق المغرب إسبانيا يقترب من الواقع مشروع استراتيجي عابر للقارات يدخل مرحلة الحسم التقني

19 ديسمبر 2025
نفق المغرب إسبانيا يقترب من الواقع مشروع استراتيجي عابر للقارات يدخل مرحلة الحسم التقني

الصحافة _ كندا

أكدت دراسة تقنية أنجزتها شركة ألمانية متخصصة في هندسة الأنفاق أن تشييد نفق بحري يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق أصبح ممكناً من الناحية التقنية، في تطور نوعي يعيد هذا المشروع العملاق إلى واجهة النقاش الاستراتيجي بين الضفتين. وخلصت الدراسة إلى أن المرحلة الأولى من الإنجاز قد تستغرق ما بين ست وتسع سنوات، مع أفق زمني يمتد، في أقصى التقديرات، ما بين 2035 و2040 لبلوغ المراحل الحاسمة من المشروع.

الدراسة أُنجزت بطلب من الشركة الإسبانية لدراسات الاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق، التي كلفت شركة Herrenknecht الألمانية، الرائدة عالمياً في تكنولوجيا حفر الأنفاق، بإعداد دراسة جدوى دقيقة. وأفادت خلاصاتها، التي تداولتها وسائل إعلام إسبانية، بأن النفق قد يبلغ عمقاً أقصى يصل إلى 475 متراً، ما يجعله واحداً من أعمق الأنفاق البحرية في العالم.

ورغم أن المسافة الفاصلة بين أقرب نقطتين من المغرب وإسبانيا لا تتجاوز 14 كيلومتراً، فإن الخصوصيات الجيولوجية والهيدرولوجية لمضيق جبل طارق ظلت لعقود تشكل عائقاً أمام أي ربط مباشر. غير أن التقدم التكنولوجي في مجال حفر الأنفاق، وفق التقرير، جعل هذا الحلم أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى.

ويُقدَّر الغلاف المالي الإجمالي للمشروع بنحو 8.5 مليار يورو، تشمل إنجاز نفق استكشافي، والأنفاق النهائية، والمحطات الطرفية، إضافة إلى التجهيزات التقنية والأمنية المصاحبة. وتُعد المنطقة الواقعة أسفل عتبة كامارينال من أكثر المقاطع حساسية، نظراً لتعقيد بنيتها الجيولوجية، ما يجعل نتائج هذه الدراسة عاملاً حاسماً في تقييم الجدوى النهائية للمشروع.

ويمثل هذا التقدم دفعة قوية للمشروع الذي أعادت الحكومة الإسبانية إحياءه سنة 2023، بعد سنوات من الجمود والدراسات التمهيدية. ويؤكد التقرير أن الإمكانات الهندسية الحالية كفيلة بجعل المشروع قابلاً للتنفيذ، مع الإقرار في الوقت نفسه بحجم التحديات اللوجستية والاقتصادية التي سترافقه.

وفي أعقاب هذه النتائج، أسندت شركة Secegsa إلى الشركة العمومية الإسبانية للهندسة واقتصاد النقل مهمة تحيين الدراسة الأولية للبنية التحتية، التي انطلقت سنة 2021، على أن تُستكمل النسخة النهائية منها في أفق أغسطس 2026. وتشمل هذه المرحلة تصميم النفق الاستكشافي، ومراجعة المسار، وتحيين المعطيات الجيولوجية والجيوتقنية، وإعادة تقييم التحليلات السابقة.

وحسب المعطيات التقنية المعروضة خلال يوم دراسي نظمته هيئة مهنية للمهندسين، سيمتد المسار البحري للنفق على طول 65 كيلومتراً، منها 40 كيلومتراً داخل التراب الإسباني، مع محطة طرفية في فيخير دي لا فرونتيرا. وسيرتبط النفق بالشبكة السككية عبر خط قادس–إشبيلية، إضافة إلى فرع نحو الجزيرة الخضراء، كما سيتم ربطه بالشبكة الطرقية عبر محوري N-340 وA-48.

وسيتكون المشروع من نفق رئيسي بسكة واحدة مخصص لنقل الركاب والبضائع، إلى جانب نفق خدمي موازٍ مخصص للأمن والسلامة. وبعد اكتماله، من المرتقب أن يتيح قطع المسافة بين المغرب وإسبانيا في حوالي 30 دقيقة فقط، ما سيحدث تحولاً عميقاً في حركة الأشخاص والبضائع، ويكرس ربطاً استراتيجياً غير مسبوق بين إفريقيا وأوروبا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق