نزيف القطيع الوطني.. أخنوش في قلب العاصفة!

18 فبراير 2025
نزيف القطيع الوطني.. أخنوش في قلب العاصفة!

الصحافة _ كندا

وجه إدريس صقلي عدوي، رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة ووزير الفلاحة الأسبق عزيز أخنوش، محمّلاً إياه المسؤولية المباشرة عن فقدان 38% من القطيع الوطني، وهو ما وصفه بالرقم “المفجع” الذي يعكس فشل السياسة العمومية في القطاع الفلاحي منذ عام 2008.

وفي تصريحات قوية، أكد صقلي عدوي أن أكثر من 13 مليون رأس من المواشي اختفت خلال السنوات الأربع الأخيرة، ما يعكس أزمة خطيرة تهدد القطاع. وأضاف أن تربية المواشي تعدّ حجر الأساس للمنظومة الفلاحية المغربية، حيث تضم 1.1 مليون فلاح، وتمثل 74% من الاستغلاليات الفلاحية، وتساهم بنسبة 40% من القيمة المضافة، فضلاً عن تشغيلها 60% من اليد العاملة الفلاحية. واعتبر أن هذا القطاع كان بمثابة “بنك الفلاحين”، حيث يوفر مصدر دخل حيوي للمزارعين، خصوصًا في فترات الجفاف.

ورغم المليارات التي خصصتها الحكومة لدعم اللحوم الحمراء والحليب، عبر اتفاقيات موقعة في مايو 2023 بقيمة 14 مليار درهم للحوم و12 مليار درهم للحليب، إلا أن النتائج على أرض الواقع كانت مخيبة للآمال. وأشار صقلي عدوي إلى أن الدعم لم يصل بفعالية إلى مربي الماشية الصغار والمتوسطين، وهو ما انعكس بوضوح على الأسعار المرتفعة للأضاحي واللحوم الحمراء خلال عيد الأضحى الأخير، مؤكدًا أن هذه الأزمة هي نتيجة مباشرة لسوء تدبير الموارد وليس فقط بسبب الجفاف.

وانتقد صقلي عدوي استمرار غياب الإحصائيات الدقيقة عن القطاع منذ آخر إحصاء أجري في 2016، معتبرًا أن هذا الغموض يعيق اتخاذ قرارات فعالة مبنية على بيانات حقيقية. ودعا إلى إنشاء “مرصد وطني” يوفر معطيات دقيقة حول القطاع الفلاحي، وإطلاق حوار وطني حول النموذج التنموي الفلاحي، في ظل التغيرات المناخية والجفاف الهيكلي الذي يعاني منه المغرب.

وختم بتأكيده على ضرورة إرساء آليات مستقلة لتقييم وتتبع السياسات الفلاحية، محذرًا من أن أي تأخير في تصحيح الاختلالات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، مما يهدد الأمن الغذائي ويثقل كاهل الفلاح والمستهلك المغربي على حد سواء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق