الصحافة _ كندا
يواصل نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، تحركاته الميدانية التي تحمل إشارات واضحة على خروجه عن منطق التحالف الحكومي، وانخراطه في حملة انتخابية مبكرة استعدادًا لخوض معركة رئاسة الحكومة في 2026.
ففي ظل التصدعات داخل الأغلبية الحكومية، يبدو أن بركة اختار تسويق إنجازات حزب الاستقلال كقوة مستقلة، متجاوزًا حدود دوره داخل الحكومة الحالية، ومُكرسًا خطابًا يعزز تموقع الحزب كفاعل رئيسي في المشهد السياسي القادم.
وخلال الدورة العادية الموسعة للمجلس الإقليمي للحزب بمدينة العيون، وبحضور القيادي النافذ حمدي ولد الرشيد، استغل بركة المناسبة لاستعراض ما وصفها بـ**“النتائج الإيجابية”** التي حققها الحزب خلال الانتخابات السابقة، مؤكدًا أنها “تدعوه للفخر والانخراط بقوة أكبر”، في إشارة إلى استعداد الحزب للعب أدوار محورية في المستقبل.
وفي خطوة تعكس طموحًا أكبر نحو رئاسة الحكومة، شدد بركة على حضور حزب الاستقلال القوي في المؤسسات، مُعدّدًا الوزارات التي يشرف عليها، مثل التجهيز والماء، والصناعة والتجارة، والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إضافة إلى رئاسة محمد ولد الرشيد لمجلس المستشارين، وهو موقع استراتيجي يعزز نفوذ الحزب داخل مؤسسات الدولة.
من جهته، لم يُخفِ حمدي ولد الرشيد، أحد أبرز أقطاب الحزب، طموح الاستقلاليين في تصدر انتخابات 2026، مؤكدًا أن الحزب قادر على تحقيق ذلك، كما فعل على مستوى جهة العيون – الساقية الحمراء، حيث حقق نتائج مشرفة، داعيًا إلى رفع منسوب التعبئة والاصطفاف خلف نزار بركة.
وبأسلوب أقرب إلى الخطاب الانتخابي، حرص بركة على الترويج لمشاريع تنموية كبرى بالأقاليم الجنوبية، معتبرًا أن حزب الاستقلال كان فاعلًا رئيسيًا في تنزيل النموذج التنموي الجديد، حيث كشف أن تنفيذ هذا النموذج بلغ 90%، وهو رقم يوحي بأن الحزب يريد تسجيل الإنجاز باسمه، بعيدًا عن الشراكة الحكومية.
ولم يتوقف بركة عند هذا الحد، بل تحدث عن مكاسب اقتصادية ضخمة، من بينها مشروع الطريق المزدوجة بين تيزنيت والداخلة، والاستثمار في الطاقات المتجددة، واتفاقيات الشراكة مع موريتانيا لتعزيز التكامل الاقتصادي، وهي ملفات تسهم في رسم صورة الحزب كصاحب رؤية مستقبلية تتجاوز حدود الحكومة الحالية.
وفي سياق توزيع الوعود، أكد أن جهة العيون – الساقية الحمراء ستشهد نهضة اقتصادية كبرى من خلال توسيع الموانئ وتعزيز الاستثمار في الثروة السمكية، بالإضافة إلى تطوير النقل الجوي عبر مضاعفة أسطول الخطوط الملكية المغربية أربع مرات ليصل إلى 200 طائرة، وهي وعود تستهدف بشكل واضح استقطاب الناخبين قبل موعد الانتخابات.
كما حرص بركة على استعراض جهود الحكومة في احتواء أزمة الجفاف، لكنه في الوقت ذاته ركّز على الأقاليم الجنوبية، معدّدًا المشاريع المرتبطة ببناء السدود والبحيرات التلية ومعالجة المياه العادمة، مما يعكس سعيه إلى تعزيز قاعدة الحزب في هذه المناطق، التي تُعتبر أحد أهم معاقله الانتخابية.