الصحافة _ كندا
لم تعد أزمة الثقة داخل التحالف الحكومي خافية، بل أضحت تتجلى بشكل واضح في تموقع حزب الاستقلال وزعيمه نزار بركة، الذي يجد نفسه اليوم أقرب إلى خطاب المعارضة منه إلى لغة الأغلبية.
فالممارسات السياسية الأخيرة، من انقلابات على اتفاقات محلية متعلقة بتشكيل المجالس المنتخبة، إلى تشكيك صريح في أرقام وزراء داخل التحالف، جعلت من بركة لاعباً معزولاً وسط شركائه.
كما أن صمته المثير خلال آخر مشاورات بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية، في مقابل المداخلات القوية التي أدلى بها ممثلو أحزاب الأغلبية، كشف حجم التباعد بين الاستقلال وباقي مكونات التحالف.
فالحزب، سواء من خلال كتابات قادته أو مواقف نوابه، لم يتردد في توجيه نيران النقد إلى وزراء الأحرار والبام، بل ذهب إلى حد التشكيك في الأرقام الرسمية المتعلقة بالقطاع الفلاحي، كما فعل عبد الله البقالي في افتتاحية لجريدة “العلم”، حين فند علمياً إمكانية القفز بنسبة 90% في القطيع الوطني.
هذا السلوك يرسخ الانطباع بأن الاستقلال يستعد باكراً لمغادرة سفينة الحكومة، كما فعل في تجارب سابقة. ولذلك تتصاعد اليوم داخل دوائر الأحرار والبام أصوات ترفض أي تحالف مستقبلي معه في أفق 2026، معتبرة أن الحزب لم يعد سوى مؤسسة منهكة، محكومة بذهنيات ريعية وعائلية، وأن مكانه الطبيعي في المعارضة لا داخل الأغلبية.