نتنياهو يعيّن مغربي ابن أرفود على رأس الشاباك وسط عاصفة انتقادات وانقسامات داخلية

31 مارس 2025
نتنياهو يعيّن مغربي ابن أرفود على رأس الشاباك وسط عاصفة انتقادات وانقسامات داخلية

الصحافة _ كندا

في خطوة أثارت الكثير من الجدل داخل إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيين اللواء المتقاعد إيلي شرفيط، القائد السابق لسلاح البحرية، رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام “الشاباك”. الإعلان جاء بعد سلسلة مقابلات أجراها نتنياهو مع سبعة مرشحين اعتبروا جميعهم مؤهلين، لكن اختياره وقع على شرفيط، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي لأكثر من ثلاثة عقود ونفذ عمليات عسكرية معقدة ضد حماس وإيران وحزب الله، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

اللافت أن شرفيط، الذي لا يمتلك خلفية استخباراتية مباشرة، كان إلى وقت قريب عضوًا في فريق التحقيق الرسمي حول أحداث 7 أكتوبر، وهو ما أثار تساؤلات حول توقيت تعيينه والرسائل الكامنة وراءه. وإذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت أن شرفيط سيتنحى عن دوره في التحقيق بمجرد تثبيته في المنصب، غير أن مصادر من داخل حزب الليكود لم تستبعد احتمال تراجع نتنياهو عن القرار، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها داخل الحزب.

اختيار شرفيط أثار حفيظة العديد من القيادات، خاصة بعد تسريب معلومات تفيد بمشاركته في احتجاجات ضد ما يُعرف بـ”الانقلاب القضائي”، ما جعل اختياره يبدو مثيرًا للانقسام داخل التيار اليميني. القناة 12 العبرية نقلت أن نتنياهو كان على علم بمواقف شرفيط السابقة، ومع ذلك مضى في تعيينه، ما زاد من حدة التوتر داخل معسكره السياسي.

ردود الأفعال لم تتأخر، إذ اعتبر بيني غانتس أن هذه الخطوة تعكس استمرار نتنياهو في التصعيد ضد المؤسسة القضائية، محذرًا من دخول إسرائيل في أزمة دستورية جديدة إذا تم تعيين رئيس جديد للشاباك دون المرور عبر المحكمة العليا. أما أفيغدور ليبرمان، فاعتبر أن شرفيط شخصية عسكرية متميزة، لكنه يفتقر للخبرة الاستخباراتية، متسائلًا عن دوافع إعادة تأهيله فجأة بعد سنوات من التقاعد.

هذا التعيين يأتي بعد أيام فقط من قرار نتنياهو إقالة رئيس الشاباك السابق، رونين بار، في خطوة أثارت زلزالاً مؤسساتيًا داخل الدولة العبرية، حيث اتُّهم رئيس الوزراء بمحاولة التنصل من مسؤوليته عن إخفاقات 7 أكتوبر، وهي الأحداث التي هزّت إسرائيل وأعادت ترتيب أولوياتها الأمنية. جهاز الشاباك نفسه سبق أن أقر بتقصيره في استشراف هجوم حماس، لكنه لمّح إلى أن المسؤولية الأكبر تقع على القيادة السياسية، في إشارة ضمنية إلى نتنياهو.

وسط هذه الأجواء المشحونة، يبقى مصير تعيين شرفيط معلقًا، في ظل انقسام داخلي حاد، ومشهد أمني وسياسي متصدع يُنذر بتوترات أكبر في قادم الأيام.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق