مولاي هشام يحتفي بـ”الفكر المغربي المعاصر”.. دعمٌ للفكر من خارج أسوار السلطة

19 مايو 2025
Screenshot

الصحافة _ كندا

في رسالة ثقافية تحمل أكثر من دلالة، عبّر الأمير مولاي هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، عن سعادته بصدور كتاب جديد للدكتور محمد حصحاص بعنوان “الفكر المغربي المعاصر: في الفلسفة، والدين، والمجتمع، والثقافة”، والصادر عن دار النشر الأكاديمية المرموقة “بريل” خلال ربيع هذا العام.

التدوينة التي نشرها ابن عم الملك محمد السادس على حسابه الرسمي بـ”إنستغرام”، لم تكن فقط تهنئة تقليدية، بل جاءت بصيغة احتفاء معرفي، وتعكس وفاءً لمسار طويل من دعم الفكر النقدي والبحث العلمي الحر.

قال الأمير مولاي هشام في تدوينته: “يسعدني أن أقرأ هذا الكتاب المعنون ‘الفكر المغربي المعاصر: في الفلسفة، والدين، والمجتمع، والثقافة’، للدكتور محمد حصحاص، والصادر عن دار بريل ربيع هذا العام. لقد كان شرفًا لمؤسسة هشام العلوي أن تكون من بين المؤسسات الأكاديمية التي ساندت هذا المشروع منذ مراحله الأولى وحتى صدوره. إنه بالفعل عمل استثنائي؛ فهو الأول من نوعه الذي يوثّق ويسلّط الضوء على إسهامات الفلاسفة والمنظّرين وعلماء الدين المغاربة في المشهد الفكري، منذ خمسينيات القرن الماضي. أتوجه بأحرّ التهاني لجميع المساهمين في هذا العمل، وبشكل خاص إلى الدكتور حصحاص، الذي تشرفت بلقائه قبل سنوات في جامعة باليرمو في إيطاليا. إنّ مثابرته والتزامه العلمي هما ما حوّلا هذا الكتاب الهام إلى حقيقة ملموسة”.

ورغم طابعه الفكري البحت، فإن لهذا النص المنشور على منصة تواصل اجتماعي بُعدًا رمزيًا لا يخفى. فـ”الأمير الأحمر” كما هو ملقب إعلاميا، المعروف بانخراطه في قضايا الفكر والديمقراطية والحداثة، لا يزال يُذكّر، من موقعه الخاص، بأهمية العقل النقدي المغربي، وضرورة مواكبة التحولات المجتمعية بنقاش فكري متجدد، بعيدًا عن الحسابات السياسوية الضيقة. وهو بذلك، يعيد الاعتبار لدور المؤسسات الأكاديمية المستقلة في حفظ الذاكرة الفكرية وتغذية النقاش العمومي بمعطيات رصينة وعميقة.

الكتاب الذي نال هذا الاهتمام، يوصف بكونه أول عمل أكاديمي من نوعه يوثق لتاريخ الفكر المغربي منذ الاستقلال إلى اليوم، جامعًا بين مقاربات متعددة تشمل الفلسفة، والدين، والعلوم الاجتماعية. وهو ما يجعل من دعمه ومساندته ليس فقط واجبًا معرفيًا، بل موقفًا أخلاقيًا تجاه الإرث الفكري الوطني.

وفي هذا السياق، لا يبدو موقف الأمير مولاي هشام منعزلاً عن مساره العام، بل امتدادًا لخط نادر في الساحة الفكرية المغربية، حيث يلتقي الاهتمام بالبحث الجاد مع الإيمان بضرورة توفير فضاء حر ومستقل للفكر. إن الأمير، من خارج مؤسسات القرار، يواصل دوره كفاعل ثقافي، يُصغي إلى العقل المغربي، ويحتفي بمنجزاته، ويمنحها دفعة رمزية تعيد التوازن إلى مشهد كثيرًا ما يُقصي المفكرين لصالح التقنوقراط.

ربما لا يتدخل ابن عم الماك محمد السادس في السياسة اليومية، ولا يظهر كثيرًا في المشهد العام، لكنه حين يكتب، فإنّ كلماته تضيء زاوية منسية، وتُذكّر بأن للفكر في هذا البلد من يحمله، حتى ولو من الهامش.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق