الصحافة _ كندا
في تحول لافت في سياستها الخارجية، اختارت موريتانيا بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تبني نهج جديد في التعامل مع قضية الصحراء، يقوم على الحياد الإيجابي مع إبقاء مسافة واضحة عن جبهة البوليساريو. مصادر إعلامية موريتانية كشفت أن نواكشوط باتت تعتبر ميليشيا البوليساريو تهديدًا حقيقيًا لاستقرارها، مما دفع الرئيس الغزواني إلى وضع خارطة طريق تهدف إلى تحييد هذا الخطر تدريجياً دون الدخول في مواجهة مباشرة معه.
التحولات في الموقف الموريتاني لم تقتصر على الحياد الدبلوماسي، بل امتدت إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع المغرب، في خطوة تُعيد رسم العلاقات الإقليمية. ومن بين أبرز المبادرات التي تُجسد هذا التحول، المشروع المرتقب لفتح معبر حدودي جديد بين أمغالا المغربية وبئر مغرين الموريتانية، وهو ما من شأنه تعزيز المبادلات التجارية وتقويض الأنشطة غير القانونية التي تستفيد منها البوليساريو.
التوجه الجديد يعكس أيضًا سعي موريتانيا إلى التحرر من النفوذ الجزائري التقليدي، عبر تكريس استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي. محللون يرون أن نواكشوط تتجه نحو شراكات أكثر نفعًا، تُعزز روابطها الاقتصادية مع المغرب بدل أن تبقى مجرد ورقة في صراعات إقليمية.
هذه الاستراتيجية الجديدة تُشير إلى تحولات جذرية في السياسة الموريتانية، حيث تُفضّل القيادة الحالية وضع مصالح البلاد فوق الحسابات الإقليمية الضيقة، وهو ما قد يُعيد رسم موازين القوى في المنطقة، ويفتح الباب أمام ديناميكية جديدة تُضعف نفوذ البوليساريو وتقلّص هامش المناورة الجزائرية.