الصحافة _ كندا
تستعد مناطق متعددة من المغرب، خاصة تلك الواقعة في الداخل والجنوب الشرقي والجهة الشرقية، لموجة حر شديدة ابتداءً من يوم الاثنين ولمدة ثلاثة أيام، حيث يُرتقب أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 38 و45 درجة مئوية.
مصادر من المديرية العامة للأرصاد الجوية أوضحت أن هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة يرتبط بصعود المنخفض الحراري الصحراوي نحو شمال ووسط البلاد، خلال المرحلة الانتقالية بين فصلي الربيع والصيف. وأشارت إلى أن هذا المنخفض يجلب معه كتلًا هوائية جافة وساخنة قادمة من الجنوب الشرقي والصحراء الكبرى، ما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الحرارة بالمناطق الداخلية والجنوبية، بعيدا عن تأثير التلطيف البحري.
وأكدت المصادر ذاتها أن تراجع تأثير المرتفع الآصوري على الغرب الأوروبي ساهم كذلك في صعود هذه الكتل الحارة نحو المملكة، بعد فترة من الطقس المعتدل نسبيا.
وتشمل المناطق المتأثرة بهذه الموجة أقاليم وولايات مثل تاونات، وزان، وواد الذهب، وبوجدور، وزاكورة، وأسا الزاك، والرحامنة، ومراكش، وبني ملال، والفقيه بن صالح، والقنيطرة، وسيدي قاسم، وقلعة السراغنة، وطاطا، وغيرها من الأقاليم التي يُتوقع أن تتجاوز الحرارة فيها 42 درجة وقد تصل إلى 45 درجة.
وأرجعت المديرية هذه الظاهرة إلى عدة عوامل جغرافية ومناخية، أبرزها الرياح الشرقية الحارة المعروفة محلياً بـ”الشركي”، وتضاريس المناطق المعنية التي تحجب تأثير البرودة البحرية، إضافة إلى ظاهرة “تأثير فون” المرتبطة بهبوب رياح جافة وساخنة من مرتفعات الأطلس نحو السهول المجاورة.
ورغم أن هذه الموجة تدخل في سياق الانتقال الطبيعي نحو الصيف، إلا أن المعطيات المناخية الأخيرة تُشير إلى تصاعد واضح في وتيرة وشدة موجات الحر بالمغرب خلال السنوات الماضية، في ارتباط مباشر مع التغيرات المناخية العالمية. وسُجل خلال سنة 2023 رقم قياسي وطني جديد في الحرارة بلغ 50.4 درجة مئوية بمدينة أكادير.
وأمام هذه الظروف، جددت المديرية دعوتها للمواطنين لتوخي الحذر، والابتعاد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة خلال فترة الظهيرة، مع ضرورة الإكثار من شرب الماء، والانتباه لفئات الأطفال وكبار السن، وتوفير الحماية اللازمة للعمال والمهنيين العاملين في الفضاءات المفتوحة.