الصحافة _ كندا
انتقلت مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية، أحد أبرز الصروح الصوفية بالمغرب، إلى منير القادري بودشيش، نجل الشيخ الراحل جمال الدين القادري بودشيش، وذلك عقب وفاة هذا الأخير بعد معاناة مع المرض خضع خلالها للعلاج بالعاصمة الرباط.
وأفادت مصادر مطلعة أن عملية انتقال المشيخة تمت في أجواء سلسة وهادئة، بعد أن جرى الترتيب لها منذ فترة، في إطار حرص الزاوية على ضمان الاستمرارية وتفادي أي فراغ على رأسها، حيث كان الشيخ جمال الدين قد تولى المشيخة سنة 2017 خلفًا لوالده الشيخ حمزة.
الزاوية، التي تتمركز في مداغ بإقليم بركان، تُعد من أهم الزوايا الصوفية في العالم الإسلامي، ولها امتداد واسع داخل المغرب وخارجه، حيث تجمع بين البعد الروحي والدعوي والعمل الاجتماعي.
وبهذه المناسبة الأليمة، بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفقيد، أشاد فيها بخصال الشيخ الراحل ومساره في خدمة الدين والوطن. وجاء في برقية العاهل المغربي: “تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى، نعي المشمول بعفو الله ورضاه، المرحوم الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، تقبله الله في عداد الصالحين من عباده”.
واستحضر الملك في برقيته ما تحلى به الفقيد من “خصال المؤمنين الصالحين، والأئمة المتقين”، مؤكدا أنه كرس حياته لنشر تعاليم الإسلام السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال، وترسيخ القيم الروحية الصوفية، والحث على مكارم الأخلاق، في ارتباط وثيق بأهداب العرش العلوي ووفاء لثوابت الأمة وبيعتها.
كما دعا الملك في ختام برقيته الله تعالى أن يجزي الراحل خير الجزاء على ما قدمه من أعمال جليلة، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
بهذا الانتقال، تفتح الزاوية القادرية البودشيشية صفحة جديدة في تاريخها، مع استمرار إرثها الروحي والدعوي تحت قيادة الشيخ منير القادري بودشيش، في ظل تحديات الحفاظ على إشعاعها ومكانتها في المغرب والعالم الإسلامي.