الصٌَحافة _ وكالات
قلبت “هيومن رايتس ووتش” المواجع على جبهة البوليساريو الانفصالية يوم أمس الثلاثاء 16 يوليوز 2019، من خلال إثارتها لقضية اعتقال المنتقدين الثلاثة، والغاضبين من الوضعية المأساوية، التي يعيشها المحتجزون في مخيمات العار في تيندوف بالجنوب الجزائري، موضحة أن جبهة الانفصال، اعتقلت الرجال الثلاثة، الناشطين الحقوقيين، مولاي آب بوزيد والفاضل محمد ابريكة، والصحفي محمود زيدان، بين 17 و19 يونيو 2019.
ونبهت “هيومن رايتس ووتش” إلى خطورة ما ستؤول إليه الأمور، جراء مثل هذه السلوكات التي يعتمدها الانفصاليون، داعية الجبهة الانفصالية إلى تقديم أدلة موثوقة تُظهر أنّ بوزيد، وابريكة، وزيدان قد ارتكبوا أعمال إجرامية حقيقية، إذ لم تكن لدى الانفصاليين أدلة تُبرّر تهما جنائية، فعليها الإفراج عنهم.
وأشارت هذه المنظمة الدولية، أنها تلقت رسالة إلكترونية في 15 يوليوز الجاري، تفيد أن المتهمين ما زالوا رهن الاحتجاز الوقائي ويخضعون لتحقيق قضائي لتهم منها الخيانة، والأعمال العدوانية، وبث الفرقة، والتخريب، والتشهير والقذف، وأن عقوبات هذه التهم هي السجن لمدد تتراوح بين 5 سنوات والمؤبد. مع ذلك، لم يكشف الانفصاليون حتى الآن، بعد شهر على اعتقال الرجال، عن أساس هذه التهم.
وحتى 15 يوليو ، كان الرجال الثلاثة محتجزين في سجن الذهيبية الرهيب الذي يقع خارج مخيم الرابوني، بالقرب من تندوف، في الجزائر.
وأفادت أن ببيه آب بوزيد، شقيق بوزيد، قال لـ «هيومن رايتس ووتش» في 5 يوليوز الجاري، إن قادة الانفصاليين سمحوا لسيدي احمادي، ابن خال بوزيد، بزيارته في 23 يونيو الماضي. وأخبر بوزيد احمادي أنهم سمحوا له بمغادرة زنزانته مرة واحدة فقط، وأنهم قيدوا يديه وعصبوا عينيه أثناء جلسات الاستجواب المتعددة. قال الأخ إن الانفصاليون أنهوا الزيارة بعد خمس دقائق عندما بدأ السجين في إخبار ابن خاله عن الأسئلة التي طرحها عليه المحققون.
قال شقيقه إن زيارة محامي بوزيد في 2 يوليوز الجاري، انتهت بنفس الطريقة عندما بدأ بوزيد مناقشة جلسات التحقيق معه، وقال إن المحققين حاولوا إجباره على توقيع اعتراف مكتوب.
احمادي زار بوزيد مجددا في 11 يوليوز الجاري في سجن الذهيبية. وبعد الزيارة، وزع بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إن بوزيد وقع اعترافات مكتوبة بعد أن دخل عناصر البوليساريو إلى زنزانته وهددوا بتعذيبه.
قالت فاطمتو المهدي ابريكة، شقيقة ابريكة، لـ «هيومن رايتس ووتش»، إنها زارته في 11 يوليوز الجاري في سجن الذهيبية. وأخبرها أن عدة عناصر خرجوا من أربع شاحنات عسكرية أوقفوه حين كان يخرج من مركز طبي في الرابوني في 18 يونيو الماضي. أخبرها أنه استُجوِب بشكل متقطع خلال تسعة أيام في موقع غير معروف وكان دائما مقيد اليدين ومعصوب العينين.
قالت هيومن رايتس ووتش، إذا كان الانفصاليون قد استجوبوا بوزيد وابريكة فعلا وهما مقيدا اليدين ومعصوبا العينين، وهددتهما أو أجبرتهما على توقيع اعترافات مكتوبة، فإن ذلك يشكل مسا خطيرا بالشرط الذي يقتضيه القانون الدولي.
في 8 ماي الماضي، علق بوزيد بسخرية على غياب حرية الرأي والتعبير في الرابوني، أسبوع بعد أن أدان «استبداد ودكتاتورية» قيادة البوليساريو الانفصالية. وفي 12 يونيو الماضي، انتقد زيدان غياب الحوار وعدم وجود حل لأي مشكل خارج اللعبة الأمنية والقمعية» في مخيمات العار. وفي 16 يونيو الماضي، كتب ابريكة أن «قيادة البوليساريو الفاسدة ترتعد مما حل بأسيادها من حكام الجزائر.