الصحافة _ الرباط
شكل موضوع المغرب-أمريكا اللاتينية : التعاون جنوب-جنوب إلى الأمام” محور منتدى نظم مؤخرا بجامعة محمد الخامس بالرباط بهدف استكشاف الفرص الجديدة للتعاون جنوب-جنوب.
وذكر بلاغ للمنظمين أنه جرى عقد هذا الحدث في جلستين، ناقش خلالهما مسؤولون ، فاعلون دبلوماسيون وخبراء من المغرب ومن أمريكا اللاتينية (الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وكوبا والشيلي وإكوادور والسلفادور والمكسيك وغواتيمالا وبنما وباراغواي وبيرو وجمهورية الدومينيكان ) أبرز أوجه التعاون بين الطرفين.
واستعرض المشاركون وجهات نظر بشأن دينامية العلاقات السياسية والدبلوماسية والوضعية الراهنة التي تطبع العلاقات الأكاديمية والثقافية بين ضفتي المحيط الأطلسي، وذلك من أجل استكشاف فرص جديدة للتعاون جنوب-جنوب في هذه المجالات.
وهكذا، سلطت الجلسة الأولى التي عقدت تحت عنوان “دينامية العلاقات السياسية والدبلوماسية”، الضوء على اندماج المجتمع المدني في التعاون بين الشعبين وأيضا على مكانة الفاعلين في المجال الاجتماعي خارج العلاقات بين الحكومات.
ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز المبادلات مع مناطق وبلدان ميركوسور (السوق المشتركة للجنوب)، وتشجيع المعرفة المتبادلة القائمة على الوقائع وأحداث مماثلة وتوحيد الجهود من أجل مكافحة تهريب المخدرات والاتجار في الأسلحة والإرهاب والعنف.
كما تم التركيز على السبل الكفيلة بزيادة الفرص الاقتصادية بفضل موارد طبيعية وبشرية وتعزيز النقل البحري . وفي هذا الصدد شدد المتدخلون على الحاجة لخلق آليات دائمة للحوار السياسي من أجل مواصلة الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والبرازيل ومن أجل الارتقاء بالتعاون في مجال الدفاع .
ومن هذا المنطلق ، اعتبر المتدخلون أن نموذج تعاون المملكة المغربية الذي تم تنفيذه من خلال خطة ” Trifinio ” في السلفادور يمكن أن يشكل مرجعا، مؤكدين أيضا على الحاجة إلى بناء منطقة استراتيجية مشتركة للتعاون جنوب -جنوب بين المغرب وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وتتضمن توصيات المنتدى على الخصوص استكشاف الفرص وتعزيز العلاقات بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا ، من خلال الاستفادة من موقع المغرب كحليف لأمريكا اللاتينية والبوابة الرئيسية لإفريقيا.
وأبرز المتدخلون ضرورة الاستفادة من السياسة الخارجية النشطة للمغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب وانخراطه القوي في تنمية القارة الأفريقية لتقريب العالم العربي وإفريقيا من أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
ودعوا أيضا إلى توقيع اتفاقيات تهم التبادل الحر وتشجيع القطاعين العام والخاص على الانفتاح على أسواق كلتا الضفتين وتعزيز المبادلات التجارية الثنائية والثلاثية والمتعددة الأطراف ، بالإضافة إلى تثمين دور المرأة كفاعل نشط في التقارب بين المغرب وأمريكا اللاتينية في المجالين السياسي والدبلوماسي.
وأبرز البلاغ أن الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان “العلاقات الأكاديمية والثقافية : الوضع الراهن وفرص المستقبل” انكبت على بحث إمكانية إنشاء مجلس جامعي مشترك أو شبكة بين الجامعات قادرة على تعزيز التعاون في مجال البحث.
وفي هذا الصدد ، دعا المشاركون إلى الاستفادة من دور الدبلوماسية الموازية والدبلوماسية العامة في تقوية الروابط بين الطرفين وتعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات ، والاستفادة من الموروث المشترك على المستويات التاريخية والإنسانية والثقافية.
واعتبروا أنه من الضروري تعميق البحث حول الروابط الثقافية مع أمريكا اللاتينية ، وأيضًا تعزيز التعاون الجامعي والأكاديمي بين الجانبين ، بما يخدم البحث وتنقل الأساتذة والباحثين والطلبة في مختلف المجالات.
و أشاد المنتدى بدينامية جامعة محمد الخامس في تعزيز الحوار والتعاون الأكاديمي من أجل تقوية علاقاتها مع الجامعات في الفضاءات الإيبيرية-الأمريكية عبر توقيع اتفاقيات في مختلف مجالات المعرفة وعقد لقاءات علمية وتنظيم معارض ونشر كتب.
وفي هذا الصدد ، دعوا إلى إعطاء الأولوية للمحاور الاستراتيجية للبحث من قبيل دراسات النوع الاجتماعي ، والتي ستمكن من النهوض بأوضاع النساء والشباب في هذه البلدان. وفي هذا السياق ، فإن جامعة محمد الخامس والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ، مع إنشاء كرسي “فاطمة المرنيسي” في المكسيك و “غراسييلا هييرو” في الرباط ، هما مثالان بارزان على التعاون والتبادل الجامعي.
كما شدد المتدخلون على تعزيز ترجمة النصوص الوجيهة حول المغرب وأمريكا اللاتينية إلى لغات كلا الجانبين من أجل التعريف بشكل متبادل بتاريخ وهوية وثقافة المنطقتين.