الصحافة _ كندا
منذ أن اعتلى جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية سنة 1999، انطلق المغرب في مسار تنموي غير مسبوق، شمل مختلف القطاعات… اقتصاد، بنية تحتية، عدالة اجتماعية، دبلوماسية، وطاقات متجددة.
والبداية مع المجال الذي يُعتبر قلب التنمية… الاقتصاد والاستثمار.
فبفضل رؤية استشرافية، تحوّل المغرب إلى منصة صناعية ولوجستيكية متقدمة في القارة الإفريقية.
ميناء طنجة المتوسط، الأكبر من نوعه في إفريقيا، لم يُعزّز فقط موقع المغرب في التجارة الدولية، بل جعله نقطة عبور رئيسية بين أوروبا وإفريقيا.
وفي القنيطرة وطنجة، استقرّت كبرى الشركات العالمية في صناعة السيارات، مثل “رونو” و”بوجو”، مما وفّر آلاف فرص الشغل، ورفع من قيمة الصادرات الوطنية.
وبينما تحرّك الاقتصاد، تطوّرت البنية التحتية لتواكب هذا الزخم.
قطار “البُراق”، أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، يربط بين طنجة والدار البيضاء، بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة.
وفي الطرق السيارة، تجاوز طول الشبكة الوطنية 1800 كيلومتر، مما سهّل التنقل وربط المدن الكبرى.
أما المطارات، فقد خضعت لتحديث شامل، على غرار مطار محمد الخامس ومراكش، لتستقبل ملايين الزوار والسياح سنوياً.
فإذا كان النمو لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بما يتحقق على مستوى الإنسان، فقد أطلق الملك محمد السادس سنة 2005، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو برنامج اجتماعي ضخم هدفه محاربة الفقر والهشاشة، خاصة في العالم القروي.
وبفضل هذا المشروع، تم تشييد المدارس، وتجهيز المستوصفات، وتحسين ظروف العيش لفئات واسعة من المواطنين.
وفي خطوة تاريخية، أُطلقت ورشة الحماية الاجتماعية، لتعويض نظام “راميد”، وتعميم التغطية الصحية والتقاعد على جميع المغاربة.
ونحو مغرب أكثر عدلاً وإنصافاً، جاءت إصلاحات مجتمعية مهمة.
إصلاح مدونة الأسرة سنة 2004، مثّل نقلة نوعية في حقوق النساء والأطفال، كما سُجّلت خطوات ملموسة لتعزيز استقلال القضاء وضمان المحاكمة العادلة.
دبلوماسياً، عاد المغرب إلى الواجهة… بكل قوة.
سنة 2017، عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب، ثم واصل تقوية علاقاته مع دول القارة من خلال استثمارات وشراكات رابح-رابح.
كما حقق المغرب مكاسب ديبلوماسية هامة في ملف وحدته الترابية، حيث اعترفت العديد من الدول بسيادته على الصحراء المغربية، وافتتحت قنصلياتها في العيون والداخلة.
وفي زمن التحولات البيئية، لم يبق المغرب على الهامش. فبفضل مشروع “نور ورزازات”، أصبح المغرب رائداً في الطاقات المتجددة، يطمح إلى إنتاج أكثر من 50% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر نظيفة.
من الاقتصاد إلى البنية التحتية، ومن العدالة الاجتماعية إلى الدبلوماسية، ومن الطاقات المتجددة إلى التحول الرقمي، رسم المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس مساراً واضحاً نحو التقدم، وسط عالم متغير، وتحديات متواصلة.
مغرب اليوم… ثمرة رؤية ملكية طموحة، وإرادة شعب طموح