الصحافة _ عبدالرحمان عدراوي من كندا
عند الإبتلاء، تعز الوزارة أو تهان.
تعالت أصوات مغاربة عالقين في مختلف أنحاء العالم، شاكية باكية، متضرعة، وتوجه معظمها بالتوسل الى ملك البلاد محمد السادس للتدخل من أجل مساعدتها على العودة إلى أرض الوطن، بعدما تقطعت بها السبل.
طلبة في كندا وأمريكا وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها بدون مأوى ولا مال، بعدما أقفلت الشركات التي كانوا يشتغلون فيها خارج أوقات العمل أبوابها، وأجبرتهم الإدارات الجامعية على إخلاء سكناهم، مخافة تفشي فيروس كورونا في الإقامات الجامعية.
وسياح مغاربة في تركيا، تفاجؤوا بقرار إغلاق الحدود، وإلغاء الرحلات الجوية التي كانوا على موعد معها للعودة إلى أرض الوطن، لم يتبقى مع بعضهم مالا يتدبرون به أمورهم، والفنادق في تركيا ليست بالمجان، ولا الأكل ولا الشراب يوزع بدون مقابل.
مغاربة كانوا في زيارة أهليهم بعدد من دول أوروبا، هم الآخرون وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم بعدما تعذر عليهم السفر إلى أرض الوطن، فمنهم من قضى ساعات طوال، بل أياما في بعض الحالات أمام مقر قنصليات مغربية، يطلبون العون من أجل بلوغ أرض الوطن.
في ظل هاته الأجواء، استحسن المغاربة طريقة تدبير المرحلة من طرف عاهل البلاد الملك محمد السادس، وتوالت عبارات الشكر والامتنان في حق كل من رجال مؤسسة القوات المسلحة الملكية، ورجال الأمن بمختلف تلاوينهم، وأعوان السلطة… الذين أبانوا عنلى حنكة كبيرة، وعلو كعب في إدارة المرحلة.
وبالمقابل، أبانت وزاراة عدة عن علو كعبها في إدارةالمرحلة، وتأتي وزارة الصحة على رأس القائمة، حيث تتواصل الوزارة يوميا مع المواطنين لإطلاعهم على تطور الأمور، فيما تطوع عدد كبير من الأطباء لتقديم شروحات مستفيضة للمواطنين حول فيروس كورونا، ووجهوا لعموم المواطنين نصائح بطرق سهلة الفهم، تساعدهم على تجنب الإصابة بفيروس كورونا.
الوزارة المنتدبة لدى الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزيرتها نزهة الوافي، أكبر الغائبين في هاته المرحلة العصيبة، والتي تستوجب على كل مسؤول رعاية إدارته بشكل حسن، لأنه سوف يسأل أمام الله وأمام العبد المتروك لحاله يعاني الويلات، في بلدان بعيدة.
في حالات استثنائية كهاته التي يمر منها العالم، تتمركز القرارات الكبرى للوطن بيد عدد قليل من رجالات الدولة، من أجل تدبير شؤون البلد بأقل ما يمكن من الخسائر، لكن هذا لا يعفي الوزراء، ولا رؤساء المصالح من تحمل مسؤولياتهم كاملة، وإبلاغ الجهات العليا بكل أمر طارء يتعذر عليهم حله، حتى توضع رهن إشاراتهم كل الوسائل الممكنة لحل المشكلة. فماذا تفعل الوزيرة اليوم من أجل مساعدة المغاربة المتضررين عبر العالم؟.
طائرات فارغة سافرت من كندا في اتجاه المغرب لاستقدام المواطنين الكنديين من المغرب إلى كندا، لأن الوزير الأول جيستان تريدو توصل بتفاصيل المشكلة، فوجد لها حلا، وكان الأولى بالسيدة الوزيرة ورئيسها المباشر السيد بوريطة، القيام بنفس الشيء، وإبلاغ الملك محمد السادس، حتى يتدخل لدى السلطات الكندية، ويأمر باستعمال الطائرات الكندية الفارغة لاستقدام المغاربة العالقين بكندا إلى المغرب. وهو ما لم يحصل الى حد الآن.
في جريدة الصحافة الإلكترونية قررنا فرض حجر صحي على أنفسنا بخصوص الانتقاد، مكتفون بنقل الأخبار، لكن الوضع أصبح لا يحتمل الإنتظار، وبدورنا نتوجه إلى ملك البلاد محمد السادس، راجين منه أن يولي رعاياه في مختلف الدول، عناية خاصة، وأن لا يتركهم عرضة للضياع، وكما سيشهد التاريخ أن الملك محمد السادس أشرف على إدارة شؤون البلد الداخلية في زمن كورونا بحنكة كبيرة، لا نريد أن يسجل نفس التاريخ على المغرب أنه تخلى على أبناءه خارج الوطن، لأن من أوكلت لهم مهمة رعاية شؤون المغاربة خارج الوطن، لم يقدموا حلولا ناجعة.