الصحافة _ كندا
عبدالرحمان عدراوي
مصالحة المواطن المغربي مع الأحزاب السياسية يتطلب جهدا جهيدا من هاته الأخيرة، وقد تكون نقطة البداية هي بروز وجوه شابة تتحمل قيادة هاته الأحزاب، وتطويرها لترقى الى مستوى تطلعات المغاربة ملكا وشعبا؛ وعلى كثرتها في المغرب، فإن الأحزاب السياسية باتت في وادي والشعب في وادي آخر، وقد بلغت العلاقة ببن الطرفين، ذروة الانكسار في عهد حكومة أخنوش، والتي يرى فيها معظم المواطنين، مجرد تجمع لأحزاب تخدم مصالحها أولا وأخيرا.
المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، عرف متابعة منقطعة النظير، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي تعرف في المغرب بقضية إسكوبار الصحراء، والتي أطاحت بعضوين من حزب البام، تلاها لغط كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، وتعالت أصوات مطالبة بإقالة الوزير وهبي والأمين العام للحزب، والمسؤول عن التزكيات التي تمنح للأعضاء من إجل الترشح، وقد دفع فضول حتى غير المهتمين بعالم السياسة في المغرب، إلى الاهتمام بذات المؤتمر، وانتظر الجميع ما ستقول إليه الأمور عند اختتام المؤتمر.
مفاجأة للبعض، وتحصيل حاصل بالنسبة للبعض الآخر، اختيار فاطمة الزهراء المنصوري ضمن ثلاثة أعضاء اوكلت لهم مهمة رئاسة الحزب خلفا للسيد وهبي، وهو الذي فضل عدم الترشح من جديد لرئاسة الحزب، ليوجه بعد ذلك جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة الى السيدة فاطمة الزهراء المنصوري بمناسبة انتخابها منسقة للقيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة.
جريدة الصحافة الإلكترونية استقت بعض آراء مغاربة كندا حول ترأس السيدة المنصوري لحزب البام، وهل يرون فيها الشخص المناسب لرئاسة الحكومة المغربية المقبلة ! وقد أجمع كلهم على أن المرحلة مناسبة جدا كي تتولى امرأة منصب رئيسة الحكومة بالمغرب، وفي هذا الشأن قالت لمياء الساهل من لافال، “لدينا في المغرب كفاءات نسائية عالية، اثبتت أنها قادرة على تحمل مسؤوليات عظام في مختلف المجالات، ولا أجد اي مانع من أن تكون السيدة المنصوري رئيسة للحكومة المغرب المقبلة، فعلى الأقل، المرأة لا تشوب حولها شبهات فساد، ولديها كل المؤهلات لتقلد هذا المنصب عن جدارة واستحقاق’.
كريم من مدينة الوديان الثلاثة، يرى أن الأحزاب السياسية بالمغرب لم تدخر جهدا في جعل المواطن يكره السياسة، ويفقد التقة في السياسيين، وقد حان الوقت للدفع بجيل جديد يعمل على نسج علاقات تقة جديدة عند المواطن اتجاه الطبقة السياسية والأحزاب على وجه الخصوص، والسيدة المنصوري لديها ما هو مفقود عند غيرها، فهي تتواصل بشكل فعال مع المواطنين ومع الصحافة، وتنزل الى الميدان (مباشرة بعد الزلزال) لملاقات المواطنين، وهاته الخصال مفقودة عند أخنوش ومعظم وزراءه، والذين يتعاملون ويتواصلون مع المواطنين والصحافة بنوع من الاستعلاء، يقول كريم.
خرج وهبي من الباب الضيق، ودخلت المنصوري باب الزعامة من بابه الواسع، مباركة من جلالة الملك من جهة، وتزكية من أعضاء الحزب، وترحيب من عموم المواطنين، وإشادة واسعة على معظم المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي من جهة أخرى، ولم يتبقى للمعنية بالأمر، سوى أن تشمر على ساعد الجد، وتشرع في ترميم البيت الداخلي لحزب البام اولا، وذلك بتقريب المواقف وتبديد الخلافات، من أجل بناء الحزب من جديد، وإعطاء صورة إيجابية عنه، تساهم في طي سجلات الماضي، وتعلن عن بداية عهد جديد، عهد فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة الحكومة المغربية المقبلة، على الأقل، هذا ما يتمناه الكثيرون داخل وخارج المغرب، وفي كندا على وجه الخصوص.