الصحافة _ كندا
وسط أجواء مشحونة بالتوتر والصراع الداخلي، دخل حزب الأصالة والمعاصرة في أصيلة، يوم الخميس المنصرم، في مفاوضات ماراثونية تهدف إلى احتواء الانقسام داخل مجلس الجماعة، ومحاولة التوافق على اسم مرشح لرئاسة المجلس خلفًا للراحل محمد بنعيسى.
وبحسب المعطيات التي تتوفر عليها جريدة “الصحافة” الإلكترونية، احتضن مقر القيادة الجهوية للحزب اجتماعا أول مع تيار النائب الثاني للرئيس، عبد الله كاعبوري، الذي كان قد تم تجريده من تفويضاته في الفترة الأخيرة من ولاية الرئيس السابق. الاجتماع، الذي حضره عدد من القياديين الجهويين والإقليميين، انتهى بطرح اسم الدكتور طارق غيلان كمرشح توافقي للرئاسة، كونه لا ينتمي رسميًا لأي من التيارين المتصارعين.
غير أن هذا المقترح لم يلقَ ترحيبًا من طرف تيار كاعبوري، الذي يضم أزيد من عشرة أعضاء من المجلس، إذ اعتبروا أن غيلان يمثل في نظرهم امتدادًا لنهج الرئيس الراحل بنعيسى. وهدد أعضاء هذا التيار بتجميد عضويتهم في الحزب، بل وأعلنوا استعدادهم لدعم مرشح المعارضة في حال تمسكت القيادة بترشيح غيلان.
اليوم الجمعة، يُرتقب عقد اجتماع ثانٍ مع التيار المقابل، الذي يقوده النائب الأول جابر العدلاني إلى جانب طارق غيلان، في محاولة أخيرة لتقريب وجهات النظر وتفادي سيناريو الانفجار الداخلي.
ويُنظر إلى هذا التيار على أنه الوريث السياسي لمسار محمد بنعيسى، وهو ما يعقّد مهمة الوصول إلى مرشح “محايد” يمكن أن يشكل نقطة التقاء بين جميع الفرقاء داخل المجلس.
الاجتماعات حضرها الأمين الجهوي للحزب عبد اللطيف الغلبزوري، إلى جانب الأمين الإقليمي منير الليموري، وعضو الأمانة الجهوية امحند الحميدي، والبرلمانية عن دائرة أصيلة، قلوب فيطح. غير أن مصادر من داخل الحزب وصفت اللقاء الأول بـ”الفاشل”، بعد أن انتهى دون أي توافق، قبل ساعات فقط من إغلاق باب الترشيحات لشغل منصب رئيس الجماعة.
وبين ضيق الوقت واحتدام الصراع، يبدو أن “البام” في أصيلة يسير على حبل سياسي مشدود، قد يسقط معه الحزب في فخ الانقسام، ما لم يُحسم أمر الرئاسة بتوافق واسع يضمن الحد الأدنى من الوحدة التنظيمية والسياسية.