الصحافة _ وكالات
تفاعل المشاهير في المغرب بطريقتين متناقضتين مع تفشي فيروس كورونا الجديد. معسكر يدعم جهود التوعية بالحملات والمحتوى الإيجابي والتوضيحات، ومعسكر ينشر التضليل ويخالف قواعد السلامة للحد من الفيروس.
معسكر الهدم
في المعسكر السلبي، استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بغضب، مقطع فيديو يظهر مي نعيمة البدوية المغربية واسعة التأثير في “يوتيوب” خصوصاً بين الأمهات، وهي تضرب بعرض الحائط كل النصائح الطبية لوقف انتشار فيروس كورونا.
وظهرت نعيمة وهي تتحدث عن كونها لا تصدق وجود الفيروس ولا تهتم لأمره، وسوف تذهب حيثما أرادت وتفعل ما تشاء.
الشيخ السلفي المثير للجدل عبد الحميد أبو النعيم، رفض رفضاً قاطعاً قرار إغلاق المساجد، وقال لمتابعيه إنّ المغرب صار “دار حرب على الإسلام”، على حد تعبيره، لأنه اتخذ خطوة فرض الصلاة في البيت.
وفي عالم الرياضة، ظهر لاعب كرة القدم كريم باعدي، وهو يسلم على فتاة، مظهراً استخفافه بأوامر الأطباء الصارمة بالحفاظ على مسافة متر على الأقل من الأشخاص الآخرين.
أما نجمة “يويتوب” أسماء بيوتي، فقد أيّدت موجة الشراء الهستيرية من خلال مقطع فيديو تجاوز نصف مليون مشاهدة، ظهرت فيه وهي تقول إنّ المتاجر سوف تُغلق لذا سارعت لشراء كميات كبيرة من السلع.
وشجب معلّقون مثل هذه التصرفات، مطلقين حملة تبلغيات أطاحت بفيديو مي نعيمة كمرحلة أولى، مطالبين السلطات بالتدخل لوقف التضليل.
خطوة طبقتها السلطات فعلاً، إذ أصدرت النيابة العامة المغربية بياناً أعلنت فيه عن “الملاحقة القانونية لكل من يروّج أخباراً زائفة ذات علاقة بموضوع فيروس كورونا الجديد، ومن شأنها إثارة الفزع بين الناس، أو المساس بالنظام العام في المملكة”.
معسكر الدعم
في المقابل، ساهم عدد من مشاهير المغرب بطريقة إيجابية في دعم جهود السلطات والمواطنين للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد.
وأطلق إعلاميون وفنانون ومشاهير مؤثرون، حملة #خليك_فالدار، تدعو المغاربة إلى عزل أنفسهم في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة.
وذكّر المشاهير عبر مقطع فيديو أن المغاربة أمام خيارين؛ إما البقاء في المنزل مدة أسبوعين فقط، أو المخاطرة بتفشي الفيروس بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وأعلن المغني المغربي حاتم عمور، عن حملة تخصيص مبلغ مالي لأربع عائلات فقيرة حتى لا تتضرر من تعليمات وقف الخروج والعمل وإغلاق المحلات.
وانضمت المغنية أسماء لمنور، بدورها، إلى حملة التبرعات معلِنةً أنها سوف تخصص جزءاً من مالها لمساعدة المحتاجين المتضررين، ودعت إلى تنظيم حملة تبرع تلفزيونية يشارك فيها عموم المشاهدين.
وبنفس الطريقة تبرع اللاعب المغربي بديع أووك، بجزء من راتبه من أجل التكفل بعائلة أو أكثر، حتى تجاوز الوضع الاستثنائي الحالي.
ويبذل نجوم الإنترنت من مبسطي العلوم جهوداً استثنائية من أجل التعريف بالفيروس وطرق الوقاية منه، ما دفع “القناة الثانية” إلى فتح المجال لهم ولغيرهم من أجل بث مقاطعهم التعليمية حول الوباء العالمي لجمهورها الواسع.
وتحوّل أغنياء مغاربة إلى نجوم بعدما قرّروا التبرع بمبالغ هامة من أرباح شركاتهم للصندوق الذي أحدثه العاهل المغربي محمد السادس، لمحاربة الفيروس وآثاره، وعلى رأسهم المليارديران عزيز أخنوش وعثمان بنجلون.