الصحافة _ وكالات
أشاد مسؤولون أمميون كبار بجنيف بدور المغرب الريادي في مجال السلامة الطرقية وبجهوده المبذولة من أجل تهييئ الظروف المثالية لإنجاح المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية الذي سينعقد من 18 إلى 20 فبراير المقبل بمراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز هؤلاء المسؤولون الدوليون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش زيارة وفد مغربي يترأسه وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، لجنيف من أجل الترويج للمؤتمر لدى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية، الإصلاحات التي بادرت المملكة إلى إجراءها في هذا المجال، على رأسها إنشاء الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA).
وأكد المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسلامة الطرقية، جان تود، في هذا الصدد، أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان من بين أوائل الدول التي التزمت بالسلامة الطرقية وآمنت بها بشكل فعلي.
واعتبر أنه كان “من الطبيعي” اختيار المغرب لاحتضان النسخة المقبلة من المؤتمر الدولي حول السلامة الطرقية، مضيفا أن هذا الاختيار ينطوي أيضا على مسؤوليات جسيمة.
وأوضح المسؤول، الذي وصف التزام المغرب في هذا المجال بـ “الكبير”، أن استقبال ما يناهز 200 دولة خلال المؤتمر المزمع عقده بمراكش هو دليل على ريادة المغرب الذي قرر إيقاظ ما أسماه “القاتل الصامت”، مبرزا في هذا السياق أن 1.2 مليون شخص يلقون حتفهم سنويا في حوادث الطرقات، بينما يصاب فيها 50 مليون شخص بإعاقات دون أن يسترعي الأمر اهتماما.
وأضاف أن المغرب، في ظل هذا الوضع، قرر التحدث بهذا الشأن واتخاذ موقع الريادة في هذا المجال، معربا عن سعادته بالعمل جنبا إلى جنب مع المملكة.
وقال المسؤول الأممي رفيع المستوى إنه مقتنع بنجاح المؤتمر، بالنظر لريادة المغرب في مجال حسن الضيافة والاستقبال، إذ سبق للمملكة أن احتضنت العديد من المؤتمرات الدولية الكبرى.
وخلص إلى أن الأمر المهم الآن يتمثل في الإجراءات والمبادرات التي قام بها المغرب، والتي ستمكنه من أن يكون نموذجا يحتذى به في هذا المجال بالنسبة للعديد من البلدان.
وأيد إتيان كروغ، مدير إدارة المحددات الاجتماعية للصحة في منظمة الصحة العالمية، هذا الرأي، قائلا إن مؤتمر مراكش سيشكل “حدثا مهما للغاية”، مشيرا إلى أنه سيعقد في منتصف العقد الثاني من العمل الذي اتفقت بموجبه جميع حكومات العالم على خفض الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 50 في المائة بحلول العام 2030.
وأضاف أنه من المؤكد أنه تم إحراز تقدم في هذا المجال، ولكننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي في مراكش أن يناقش سبل تسريع وتيرة التقدم.
وأوضح بالخصوص أننا “بحاجة إلى التعلم من البلدان الـ 35 التي نجحت في خفض معدل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور بأكثر من 30 بالمائة في العقد الأول، ومن البلدان العشرة التي نجحت بالفعل في زيادة هذا المعدل إلى أكثر من 50 في المائة”.
وأبرز أن المغرب “هو البلد المثالي” لاستضافة هذا المؤتمر، مشيرا إلى أنه أول بلد إفريقي وعربي وينتمي للفضاء الفرونكفوني يستضيف هذا المحفل العالمي الوازن، مضيفا أن “هذه فرصة بالنسبة لبلدان إفريقيا بأكلمها للاستفادة من التجربة المغربية والاستفادة من هذا المؤتمر لتسريع وتيرة التقدم في قارة ترتفع فيها نسبة الوفيات على الطرقات بشكل كبير”.
واسترسل السيد كروغ قائلا: “لقد بذل المغرب جهودا كبيرة خلال السنوات الأخيرة”، مشيرا إلى أنه في أعقاب المؤتمرين العالميين حول السلامة الطرقية، قررت المملكة إنشاء وكالة وطنية متخصصة (الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية)، وهي “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف رئيس المؤسسة الأممية أن المغرب يبذل، أيضا، جهودا كبيرة فيما يتعلق بجمع البيانات ومراقبة السرعة وتحسين البنية التحتية والمركبات.
وسيواصل الوفد المغربي، الذي يضم أيضا المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، السيد بن ناصر بولعجول، اجتماعاته اليوم الثلاثاء للترويج لمؤتمر مراكش في جنيف، حيث سيعقد اليوم بقصر الأمم في جنيف الاجتماع الثامن للشراكة بين الأمم المتحدة للسلامة الطرقية بمبادرة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسلامة الطرقية.
المصدر: ماب