الصحافة _ وكالات
افتتحت، اليوم الأربعاء، بمراكش، أشغال المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة ثلة من الشخصيات البارزة من بينهم فاعلون في المجال السياسي وخبراء وممثلو مؤسسات علمية وأكاديمية على الصعيدين الإفريقي والعالمي.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال هذه المناظرة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، والتي حضرها، على الخصوص، رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش وعدد من الوزراء، بالاضافة الى مستشار جلالة الملك، السيد أندري أزولاي، بالرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذه التظاهرة، والتي تلاها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد خالد آيت الطالب.
وأكد جلالة الملك، في هذه الرسالة، أن “صحة المواطن تشكل ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون جنوب – جنوب فعال”.
كما أبرز جلالة الملك، أن “الصحة تعتبر من أكبر التحديات في القارة الافريقية”، مشيرا جلالته إلى أن “جائحة كوفيد 19، أبانت ضرورة العمل الجماعي، من خلال مضاعفة المشاريع، وتجهيز الدول بالبنى التحتية اللازمة في هذا المجال”.
ويشارك في هذه المناظرة الدولية، المنظمة بمبادرة من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بشراكة مع جمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة، خبراء أفارقة ودوليون، من أجل التفكير في الجوانب المتعلقة بالقطاع الصحي من منظور أوسع للسياسات الصحية العمومية، وأيضا العمل سويا من أجل صحة إفريقية مشتركة عن طريق الثقافة والتربية والتعليم.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة الدولية، قام رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش وعدة شخصيات أخرى، بزيارة معرض للفن التشكيلي وآخر للتجهيزات الطبية المنظم بهذه المناسبة، والذي يشارك فيه ثلة من الفنانين التشكيليين البارزين، ومهنيون ومختلف المؤسسات العاملة في مجال الصحة.
ويهدف هذا الحدث الى جعل افريقيا منفتحة على جذورها الثابتة التي تؤدي الى بناء مشترك للقطاع الصحي الافريقي بشكل أمثل من مختلف المستويات، كما يشكل محطة لبلورة الطموحات الهادفة الى جعل إفريقيا مندمجة وذات رؤية جماعية، إفريقيا موحدة ومتضامنة ومتحدة.
وفي هذا السياق، فإن الدول الإفريقية مدعوة اليوم إلى السير جنبا إلى جنب لضمان سيادة صحية تقوم على القدرة على ضمان الحق في الحماية الصحية، مما سيسهم بلا شك في حماية البلدان من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومن المنتظر أن تركز النقاشات خلال هذه المناظرة، من قبل خبراء بارزين وطنيين ودوليين، على مبدأ موجه لإعادة التفكير في تحديات إفريقيا وعلى الخصوص توجهاتها نحو السيادة التي تسمح بتحقيق تغطية صحية شاملة في إفريقيا، تضمن الولوج العادل إلى الخدمات الصحية الجيدة.
وسيكون هذا الحدث أيضا فرصة لارساء حوار حول أهمية الاستثمار في القطاع الصحي بإفريقيا، واعتماد حلول مبتكرة من خلال الارتقاء بمستوى نقل التكنولوجيا والخبرة والمعرفة.
ومع استمرار العولمة، أصبح من الواضح أن القضايا التي شكلت سابقا السياسة الوطنية أصبحت الآن قضايا ذات بعد وتأثير عالمي، وأن الصحة أضحت جزءا لا يتجزأ من البرامج الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية والعدالة الاجتماعية، بما في ذلك حقوق الإنسان والسياسة الداخلية والخارجية.
وستتركز النقاشات في هذا الاجتماع حول تطوير رؤية مشتركة لمستقبل الصحة في إفريقيا، مع تسليط الضوء على دور برامج الصحة العمومية في ارساء مناخ للثقة على مستوى المجتمع، وبالتالي بين الشعوب والحكومات.
وتتمحور أشغال هذه المناظرة، التي تتضمن مجموعة من الموائد المستديرة، حول مواضيع ذات الصلة ب ” المحددات الاجتماعية للصحة بافريقيا”، و”القاتل الصامت.. أمراض القلب والشرايين، والسرطان، والتبغ ، السكر والسمنة”، و” الصحة العقلية والإدمان.. التربية والتعليم”، و”تمويل قطاع الصحة، مسؤولية الدول والاستقرار المالي”، و”استعمال القنب الهندي الطبي بافريقيا”، و”مكانة طب المستقبل بافريقيا.. الطب التجديدي، والرقمنة والطب عن بعد، والذكاء والعلاجات المتصلة”.
كما يتميز برنامج هذه التظاهرة، بالتوقيع على عدد من الكتب لمؤلفين مرموقين وباحثين ومختصين وخبراء .
المصدر: ماب