الصحافة _ كندا
دخل المغرب مرحلة متقدمة في مسار تعزيز قدراته الدفاعية وبناء قاعدة صناعية عسكرية وطنية، مع تسلّم القوات المسلحة الملكية الدفعة الأولى من المدرعات القتالية WhAP 8×8، في إطار شراكة صناعية استراتيجية مع Tata Advanced Systems Limited الهندية، تقوم على التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا والتكييف العملياتي داخل المملكة.
ويُعد هذا التسليم، الذي جرى خلال شهر أكتوبر الماضي، أول ثمرة عملية للاتفاق الموقع سنة 2024 بين الرباط والشركة الهندية، ويعكس تحوّلاً نوعياً في العقيدة الدفاعية المغربية، من منطق اقتناء العتاد إلى منطق إنتاجه وتطويره محلياً، بما يعزز الاستقلالية والسيادة الصناعية.
وفي هذا السياق، دعّمت الشركة الهندية البرنامج بإحداث وحدة صناعية كبرى بمنطقة برشيد قرب الدار البيضاء، على مساحة تناهز 20 ألف متر مربع، لتصبح أكبر منشأة للتصنيع الدفاعي بالمغرب إلى حدود اليوم. ودخل المصنع حيز التشغيل سنة 2025، قبل الموعد المقرر بثلاثة أشهر، في مؤشر واضح على تسارع وتيرة إنجاز المشروع وجديته.
وحسب معطيات الشركة، فقد تم تسليم أولى العربات المنتجة محلياً إلى الجيش المغربي في أكتوبر 2025، ما يؤكد جاهزية البنية الصناعية الوطنية وقدرتها على احترام المعايير التقنية والعسكرية الصارمة.
وتُعد مدرعة WhAP 8×8 منصة قتالية مدولبة متعددة المهام، جرى تطويرها بشراكة بين Tata Advanced Systems ومنظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية DRDO، وتتميز بتصميم معياري يسمح بتكييفها مع مهام مختلفة، من نقل الجنود إلى القيادة والسيطرة والدعم القتالي واللوجستي، مع تحقيق توازن بين الحماية العالية والقدرة على المناورة والمرونة العملياتية.
وتؤكد الشركة المصنعة أن هذا البرنامج لا يندرج في إطار صفقة تسليم تقليدية، بل يشكل أساساً لشراكة صناعية طويلة الأمد، يُرتقب أن تسهم في تطوير الكفاءات المغربية، وتوطين سلاسل التوريد، وضمان الاستدامة التقنية واللوجستية للأسطول المدرع.
وفي رسالة رسمية، اعتبرت الشركة أن “تسليم الدفعة الأولى من مدرعات WhAP 8×8 إلى القوات المسلحة الملكية المغربية يعكس شراكة قوية، وقدرات مجرّبة، وتصنيعاً يحمل بصمة مغربية”.
ويأتي هذا المشروع في سياق توسع ملحوظ يشهده المغرب في مجال التسلح وبناء القدرات الدفاعية المحلية، مع تركيز متزايد على العربات المدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي، والتقنيات غير المأهولة، إلى جانب تنويع الشراكات الدولية، بما يرسخ موقع المملكة كمنصة إقليمية صاعدة في التصنيع الدفاعي متعدد الأقطاب.














