الصحافة _ كندا
تعيش مخيمات تندوف على وقع تصعيد دموي جديد، بعدما نفذ الجيش الجزائري هجمات جوية بطائرات مسيّرة استهدفت منقبين صحراويين لم يدفعهم إلى المجازفة سوى الجوع واليأس. صحيفة إلباييس الإسبانية كسرت جدار الصمت ونشرت تقريرًا ناريًا دقت فيه ناقوس الخطر، ووصفت ما يجري بـ”هجمات عسكرية على المدنيين العزّل”، في إشارة إلى تورط مباشر للجزائر وصنيعتها “البوليساريو” في جرائم ترقى إلى انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
الهجوم الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي بعد صلاة العشاء، أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف المحتجزين، وهو ما رفع منسوب التوتر داخل المخيمات، وسط صمت أممي غير مبرر، وصدى لا يتجاوز بيانات الشجب الباردة. وتساءلت الصحيفة الإسبانية عن مدى قابلية المجتمع الدولي للاستمرار في تجاهل هذه الانتهاكات الخطيرة التي تجري تحت الأعين، دون مساءلة ولا تدخل.
الوضع في تندوف بات أشبه بـ”سجن مفتوح”، وفق ما أوردته صحيفة الجزائر تايمز، حيث يُمنع الصحراويون من المغادرة إلا بإذن نادر، وتُطلق النار على من يحاول الهرب من الجحيم المحاصر. الطائرات المسيّرة لم تعد أداة لحماية الحدود، بل وسيلة لإخضاع الجوعى والمقهورين، والنتيجة: دماء على الرمال وصمت دولي مريب.
تحوّل مخيمات تندوف إلى “منطقة عسكرية مغلقة” يخضع فيها المدنيون لحصار مزدوج من ميليشيات البوليساريو والجيش الجزائري، يعكس واقعاً خطيراً يتطلب مساءلة سياسية عاجلة. فالقضية لم تعد فقط نزاعاً إقليمياً، بل مأساة إنسانية حقيقية تطحن أرواح الأبرياء في صحراء منسية.